قصة العنيدة اشتهرت فتاة بالجدال والنقاش المستمر

العنيدة

اشتُهِرَت فتاة بالجدال والنّقاش المستمر، الذي لا ينتهي بنتيجة أبداً ،على الرغم من أنها لا تكون على صواب في معظم الأحيان، وبكل مرة كانت تختلف مع أي أحد على أي أمر كانت تقول له:


-لا تحاول إقناعي برأيكَ ، طالما أنكَ لا تقتنع برأيي ، لأنَّ رأيي لا يقلُّ أهمية عن رأيك ، فعندما يبدو لكَ كلامكَ منطقياً ، وكلامي لا منطقَ به ، يبدو لي بنفس الوقت أنَّ كلامي منطقي، وكلامكَ لا منطق به .
تجنَّب أقرب الناس إليها مناقشتها تدريجياً ، وقطعوا الأمل بالحوار معها ، لدرجة بات والديها يدعوان أن يعين الله الرجل الذي ستتزوجه عليها .


لحين جاء ذلك الرجل ، ومع ملاحظته الواضحة بعنادها أيام الخطوبة ، لكنه لم ينزعج يوماً ،أو يطلب منها التوّقف عن عنادها، إلى أن تمَّ الزواج.
لم تمضِ بضعة أيام حتى قال لها :
-لا أعرف لماذا الموز أغلى من البرتقال ، مع أنَّ البرتقال ألذّ وأطيب.
فقالت له:
-يارجل! ماهذا الذي أسمعه ؟! لم أسمع بحياتي أنَّ أحداً يفضل البرتقال على الموز ، أصلاً لا وجه شبهٍ للمقارنة بينهما ، فالموز ألذّ وأطيب.
نظر لها باسماً ثم قال :


-أنتِ سمراء ذات لون بشرة مائل إلى الشوكولا ، سوداء العينين والشعر ، لكنك بعينيَّ أجمل من فتاة بيضاء اللون زرقاء العيون ، شقراء الشعر ، إنْ شبَّهَكِ أحد بتلك الفتاة سيقول لا وجه شبه للمقارنة بينهما ، وأنّ الشقراء أجمل فهي كالموز ، والسمراء كالبرتقال ، لكني أراكِ ألذَّ من الموز وأطيب من جميع أنواع الفاكهة .


ارتسمَت ابتسامة عريضة على وجهها واحمرَّت وجنتاها ، واكتفَت بالصمت، ومن حينها كلما اختَلَفَتْ مع أحد أصبحَت تقول له :
-ربما معك حق ، ولا أستطيع أن أعرف وجهة نظرك كوني لستُ بمكانك ، ولو وضعتُ نفسي مكانك ، سأدركُ بالتأكيد صحة رأيك .
..انتهت