قصة التاجر الذكي يهودية تدعى جمانا ذاع صيتها بين الناس لانها كانت تاجرة كبيرة في القماش وتمول التجار الصغار طويلة بيضاء شعرها اشقر وعيونها خضراء من عائلة راقية
ذات يوم بينما هي جالسة في مكتبها ترى بعض الملفات اذ بها تلاحظ انخفاض الطلب على مبيعاتها وعلى قماشها بالتحديد تساءلت في نفسها عن سبب هذا ؟
بعثت احدى غلمانها الى السوق ليتقصى ويتحرى عن الامر من التجار عاد اليها في المساء يحمل لها اخبارا لم تسرها بتاتا حيث قال لها : سيدتي هناك قماش موزع في السوق الكبير ذو نوعية جيدة مستوردة من الهند وهي لتاجر يدعى سالم ويبيعه بسعر معقول ،
في الغد اعطت دينارين للخادم وطلبت منه ان يحضر لها قماش التاجر سالم احضر لها الخادم القماش بعد مدة وجيزة تحسسته بانامل اصابعها فعلا نوعية القماش جيدة وسعرها في متناول الايدي
هذا يعني ان تجارتها في خطر وممكن تتعرض لتكديس بضاعتها مما سيلحق ضرر بها وبسمعة تجارتها هكذا فكرت هي بدات تعد خطة للاطاحة بالتاجر سالم واستهدت الى حيلة توقعه بها
أرسلت التاجرة جمانا احد التجار ويدعى جواد الى التاجر سالم بعد ان اتفقت معه على خطة تطيحه بها
ذهب التاجر كما هو معتمد في الخطة وقد التقى بسالم
قال له : اريد ان اشتري منك القماش الهندي وبكثرة لاني احتاجه
قال سالم ليست لدي كل الطلبية التي تريدها انما يتوفر عندي القليل من القماش لكن ان صبرت بعد اسبوعين تاتي الطلبية من الهند وخذ ماتشاء..
قال التاجر حسن سادفع لك ثمن القماش هذا الذي ساخذه وثمن الذي سيكون متوفر بعد اسبوعين..
اجابه سالم المعذرة منك فنحن لانبيع السمك في الماء انتظر حتى تاتي الطلبية ثم تفحص القماش ثم خذ ماتشاء
تمت الاتفاقية بينهما وغادر التاجر محل سالم متجها الى جمانا قال لها اوا تعلمين ياسيدتي ان هذا التاجر ذكي ويتعامل بحكمة هو طول القامة اسمر البشرة حاد النظرة عيناه السودوتان تجعلان الشخص يهابه ويحترمه ،
قالت له اخبرني بما اتفقتما قال لها …
قالت حسنا الان حان دوري ساتحرك جمانا كانت معروفة جدا ولها نفوذ في البلد اجمع ولها سلطة على عدة شخصيات حاكمة في ذاك البلد …
مر اسبوعان انتظر سالم ان تخرج حاويته من المناء لكنها لم تسلم اليه اتجه الى مبرم الاستيراد والتصدير وساله عن سبب التاخير !!!
اجابه الاخر لست مسؤول اذهب الى مسؤول الميناء ذهب سالم اليه ايضا وسمع اجابة اخرى لست مسؤولا اذهب الى والي الختم والاستيراد …
عندها قال سالم ماهذا الذي تقوله منذ زمن وانا اعمل ولم تواجهني مشكلة كهذه وهناك اناس ينتظرون طلبيتي وانا اعطيتهم الكلمة ومن اجل الكلمة اموت
ذهب سالم الى والي الختم والاستيراد وساله عن سبب عدم السماح لبضاعته بان تخرج
اجابه ان اتفاقية الاستيراد لم يتم تسجيلها في الملف مما يعني انها ستبقى في الحاوية الخصراء ريثما تم النظر فيها في المجلس مطلع الشهر القادم ..
قال سالم اذا بضاعتي موجودة ولاتسمحون لي باخذها ضحك والي الختم باستهتار قال له افهما كما تشاء ..
قال سالم وهو يبتسم نعم فهمتها كما اشاء …
ذهب سالم الى محله وارسل احد غلمانه كي يستدعي صديقان له يعملان في الميناء كحارسان وقام باستدعاء عدة شباب اقوياء البنية ايضا وقال لهم حان موعد استلام التاجر جواد الذي بعثته جمانا سابقا من اجل شراء القماش الهندي
قال لسالم وهو يتمختر في مشيته ها ياسيد سالم هل بضاعتي موجودة اجابه سالم طبعا تفضل هذا هو القماش الهندي تفحصه وخذ ماتشاء …
نظر جواد الى البضاعة في دهشة من امره كادت الكلمات ان تفلت من فمه اخذ القماش وذهب مسرعا الى جمانا التي كانت جالسة على كرسي واضعة رجل على رجل تحتسي الشاي المزين بالنعناع …
قال لها سيدتي لقد سلمني سالم القماش وفي الوقت المتفق عليه ايضا فلت الكاس من يدها قالت في دهشة كيف حدث هذاااا كيف لا يمكن غاصبة قالت سوف ترى ماسافعله بك ياسالم …
يتبع …
التاجر الذكي
قصة التاجر الذكي الجزء الثاني.
….. استقلت جمانة عربتها وذهبت الى والي الختم تطلبه بتفسير حول استلام سالم لبضاعته قال لها لايمكن لم نسمح له باخراج البضاعة وقد قلت له هذا حينما جاء الي ..قالت له خذني الى الحاوية التي كانت بها بضاعته عندما ذهبو الى الحاوية وجدوها فارغة قال والي الختم لقد اخذو البضاعة من ساعد سالم في اخذها من سوف ازج بهم جميعا في السجن ؟؟قالت له جمانا اصمت ياغبي واخبرني عما دار بينكما في الحوار قال لها قلت لسالم ان بصاعته غير مسجلة في الملف وستبقى محجوزة الى غاية الش…قاطعته جمانا قائلة ايها الغبي المعتوه لقد دللته على الحل هو اخذ بضاعته ويدرك ان لا احد سيحاسبه لان الخطا منكم لانكم لم تسجلوها وهذا سيؤدي بك انت الى السجن وليس هو لن نستطيع محاسبة احد بسبب غبائك …عادت جمانا الى بيتها تستشيط غضبا ثم قالت سوف ترى ماسافعله بك ياسالماستدعت جمانا احد التجار ويدعى محمد وقالت له عليك ان ……..كان سالم يسبح بعد ان انهى صلاة الفجر غازلت رائحة الخبز الشهي الذي تطهوه امه في الفرن العربي التقليدي حيث تضع الخبر في صينية من حديد وتدفع بها الى الفرن الذي تلتهب ناره محدثة شظايا تتطاير على وجه امه التي لفحت صهدة النار لكنها تعودت على هذافلم تعد بحرارة المكان او اللفحات معصبة راسها بوشاح ابيض تلاعب بيديها قطعة الخبز بعد ان جهزت واضعة اياها مع الخبز الاخر قال في نفسه اه يااماه كم تعبتي من اجلنا بعد وفاة ابي رحمه الله لقد علتني انا واخواي ..كنتي تبعين الخبز وتمتهنين الخياطة مهما فعلت لايمكنني ان ارد جميلك يا اغلى الناس جلس بجانبها وهي تسكب له الحليب مع القهوة وناولته قطعة خبز ساخنة مطلي وسطها بالزبدة التي ذابت بداخل الخبزةبعد ان اكل قبل جبين امه وطلب منها ان توقظ اخويه عند طلوع الشمس خرج وهي تدعو له بالتوفيق …فتح محله وباشر بعمله الى غاية الظهر حيث دخل اخوه يركض وهو يلهث من شدة التعب قائلا له مصيبة يااخي مصيبةقال سالم رويدك اهدا واخبرني مالامر…قال له ان هناك تاجرا يدعى محمد وهو يقول عنك الاقاويل وبانك تبيع قماشا ذو نوعية سيئة وبه مادة تجعل من يلبسه يصاب بالحكة مع حبيبات تظهر بالجسد..وانت تعلم ان هذا يشوه سمعتنا يا اخي…قال سالم اهدا يا اخي اذهب الى بيت خالتي نورية وقل لها ان تاتي الي حالا….جاءت نورية كما طلب سالم وقال لها……..التاجر محمد في دكانه يخيط احد الفساتين دخلت عليه امراة عجوز هي نورية خالة سالمقالت لمحمد اسمع ايها التاجر المعلون سوف اشكيك الى القاضي …قال مستغربا لما اجابته لانك بعتني قماشا يسبب الحكة في الجلد وقد اصيبت ابنتي وعرسها قريب..قال لها هههه ماذا تقولين ذاك من اجود انواع القماش انه هنديعندها دخل سالم كالاسد الضاري ممسكا اياه من رباط عنقه واذا كيف تقوم بقذف الناس وتتهمهم بما ليس فيهم انت خفت من القاضي ولم تخف من الله سبحانه ان يحاسبك على فعلتك اجبني يامن تحمل اعظم اسم في الكون …قال سالم حسبي الله ونعم الوكيل وخرج مع خالتهبعد العصر دخل احد غلمان جمانا يخبرها ان التاجر محمد يتحدث الى جمع من الناس ..ذهبت جمانا الى هناك وبقيت بعيدة تنظر اليه وهو يقول ياناس لقد كذبت عليكم ان بضاعة سالم من اجود البضائع وهو اكثر شخص يشهد له الجميع بالاخلاص في عمله….في الليل استدعت جمانا رجلان قويا البنية كي يحضرا لها التاجر محمد وعندما احضروه سالته عن سبب فعلته تلكقال لها لقد كان على حق انا خنت اخلاقي وبعت نفسي لهواهالقد ذكرني ان هناك رب يرى كل شيء هو رجل بمعنى الكلمة ولايستحق مايحدث معه كما انني لم اذكر سيرتك ابداقهقهت جمانا وقالت هاهاها وماذا لو فعلت ماذا سيحدث ..ها اضربوه حتى يتادبقامو بضربه ضربا مبرحا كاد يموت وقامو برميه في احدى الازقة كان سالم متجها الى المسجد مع مجموعة من اصدقائه كي يؤدو صلاة الفجر اذ به يرى رجلا مرميا على الارضذهب باتجاهه وبدا يتفحصه وجهه مشوه كليا ..قال سالم هل انت بخير يااخي ..قال محمد بصوت خافت منقطع…س س.ال م..انا محمد التاجر..سامحني..قال سالم من فعل بك هذا ؟قال له انها غريتمك جمانا تحاول الايقاع بك فاحذرهاقالها محمد واغمي عليه….يتبع …
قصة التاجر الذكي الجزء الثالث
…… كان سالم متجها الى المسجد مع مجموعة من اصدقائه كي يؤدو صلاة الفجر اذ به يرى رجلا مرميا على الارض
ذهب باتجاهه وبدا يتفحصه وجهه مشوه كليا ..
قال سالم هل انت بخير يااخي ..قال محمد بصوت خافت منقطع…س س.ال م..انا محمد التاجر..سامحني..
قال سالم من فعل بك هذا ؟
قال له انها غريتمك جمانا تحاول الايقاع بك فاحذرها
قال سالم التاجرة الكبيرة جمانا !! لما !!! …اغمي على محمد..طلب سالم من اصدقائه ان ياخذوه الى الحكيمة ويتكتمو عن الامر ريثما تم علاجه …
تم استدعاء تجار البلد من قبل الرئيس كي يحضرو وليمة على شرفهم نظر لمجهداتهم في اعلاء تجارتهم بين البلدان ومنافسة اكبر الدول
حضر الجميع ومن بينهم جمانا التي ارتدت فستانا ابيض مرصع بالجواهر مع كعب عالي ووشاح ابيض ناصع واضعة مساحيق تجميل خفيفة زادتها جمالا وتالقا لانها امراة بين مجمع الرجال التجار…
جلس الجميع فالقى الرئيس خطابا شاكرا فيه جميع التجار وخاصة التاجرين جمانا وسالم
صفق الجميع وتساءلو من هو سالم من يكون انه غير موجود
نهضت جمانا وقالت اترون انه مجرد شاب طائش لايحترم المواعيد لحظتها دخل سالم يرتدي الزي الصحراوي التقليدي عباءة بيضاء عليها خطوط صفراء مع نعل ابيض كنعل علي بابا وعلى كتفه برنوس من اعرق البرانيس التقليدية لشرق بلده جمع في لباسه عادات وتقاليد بلده التي تزخر بالتنوع الثقافي والعرقي
ومعه اربعون خدما يحملون هدايا للجميع ومن بينهم جمانا
قال سالم اعذرني على تاخري سيدي الرئيس لكن مقامكم عال واردنا تكريمكم بهدية ارجو ان تنال اعجابكم واعجاب الحضور…
نهض الجميع يصفق له ماعدا جمانا التي قالت له انت شاب يافع كيف ترتدي ثياب كبار السن ؟
اجابها وماذنبي انك لاتفرقين بين التشبث بالعادات والتقاليد التي يتم ترسيخها في اذهاننا منذ الصبى خصوصا اننا ننتمي الى هذا الوطن الغالي عكسكم انتم مشتتون ولا وطن لكم
فمؤكد لن تفهميني مهما شرحت لك ..
استشاطت غضبا ثم هدات نفسها
وقال سافتح هديتك كي ارى ان كنت حسن الذوق فتحته اذ به قماشا نوعية جيدة ومختلف كليا ..
قالت له من اين هذا القماش
قال لها من اصولك التي تخفينها…
شكرته وسكتت وطيلة الوقت وهي تنظر اليه بكل حقد ..
اعلن الرئيس على انهم ابرمو صفقة مع الصين لتبادل التجارة وطلب ان يختارو احد التاجرين كي يمثلا الوطن جمانا التي تتمتع بالخبرة والحذاقة او سالم صاحب النزاهة والفطنة
وانتم من تختارون كي يمثلو الوطن جمانا او سالم …؟؟
بعد انتهاء الوليمة ذهبت جمانا الى مستشار الرئيس وقالت له على انفراد اسمعني عليك ان تحاول اقناع الرئيس باختياري انا كي امثل الوطن فغير معقول ان يمثله شاب لم يتجرع الخبرة بعد …
اما سالم فاتجه الى الرئيس وقال له سيدي الرئيس لست هنا بصدد التحدث عن الغير ولكني اقول لك منذ متى كان الغرباء يمثلوننا نحن المعروفون بالهمة والاخلاص انا احق من الغريب في تمثيل راية وطني التي ضحى من اجلها اجدادنا وتركوها امانة في اعناقنا كي نكمل المسير……..
في الغد تم الاعلان عن النتيجة الفائز هو سالم اما جمانا ذهبت للمستشار وقالت له لن نتركه ينجح ابداااااا ابدااااا
حمل سالم اطنانا من الصوف في حاويات ضخمة كتبادل تجاري بين الصين وبلده ..
بعد شهر وصل الى الصين وعندما افرغو حمولة الصوف وجدوها شبه فاسدة بسبب حشرات تم دسها خبثا كي تفسده….
يتبع …
قصة التاجر الذكي الجزء الرابع والاخير
…… حمل سالم اطنانا من الصوف في حاويات ضخمة كتبادل تجاري بين الصين وبلده ..بعد شهر وصل الى الصين وعندما افرغو حمولة الصوف وجدوها شبه فاسدة بسبب حشرات تم دسها خبثا كي تفسده
قال وزير التجارة الصيني ماهذا قال سالم كل الصوف معرض لهذه المشكلة ارجوك امهلني كي اصلح الامر….
قامت بجمانا بتخفيض سعر قماشها عن المتعارف عليه مما زاد الطلب على بضاعتها واشتطرت على التجار المديونون لها بان لا يشترو من بضاعة سالم وستمهد لهم فترة تسديد الديون وضعهم في مازق واخوة سالم لم يعرفو كيف يتصرفون.
مر شهران عاد سالم محملا بمختلف الهدايا والبضائع كان في استقباله الرئيس وحاشيته
قال له كيف كانت تجارتك ياسالم
اجابه بخير وناجحة حمدا لله عندها نطق المستشار وقال له تكذب فبضاعتك كانت فاسدة
عندها قال سالم نعم سيدي كما قال مستشارك فاسدة بسبب حشرات تم دسها في الصوف كي يفسدوه…
لقد منحني الصنيون فرصة لمعالجة الامر حيث طلبت غسل الصوف ورشه بالحرور وقلبه كل يوم في الشمس حتى يجف وقد عاد احسن مما كان عليه…
سيدي هم يمنحون الفاشل فرصا كي يصبح ناجح ونحن يكسرون الناجح ليتحول لفاشل بجلو العلم والتعليم واعطو للمعلم مكانة وزير متكاتفون متحدون ومثابرون على عكسنا ايها الرئيس يظمرون المكائد ولايرتاحون..
والان ليخبرنا مستشارك كيف عرف ان البضاعة فاسدة
تم ايداع المستشار في السجن فهو تلاعب بامنية وطنية وتعدى على سيادة الوطن بعد ان قامو باجباره على الاعتراف قال ان جمانا هي من دبرت المكيدة له وانها هددته بالقتل ان لم يلبي طلبها ..
ذهبت الشرطة الى منزل جمانا لكنه كان يحترق كليا وهي واقفة وسط اللهيب تنظر من النافذة…
وقف سالم وعلا صوته صراخا سيدة جمانا اخرجي من النافذة ماتفعلينه تهور اخرجي ولاتلقي بنفسك الى التهلكة…
قالت جمانا وهي تنظر اليه ياله من شاب شجاع ونزيه رغم مافعلته به الا انه يود مساعدتي فعلا شاب يستحق ان ترفع له القبعة كتقدير واحترام .
ولن ارضى ان ادخل السجن لا الموت افضل لي من الاهانة اختفت جمانا بين السنة اللهب ووقعت جثة مفحمة
بعد ان تم اخماد النيران دخل سالم اقترب من جثتها وقال
كنت سيدة راقية وتتمتعين بالدهاء في تجارتك واثبتي جدارتك بين جمع التجار لكنك لم تفوضي امرك لمقسم الارزاق سبحانه وتعالى فهو يعطي من يشاء ويمنع عمن شاء خسرت الدهاء امام الذكاء ……
عين الرئيس سالم وزيرا للتجارة وحدثت نهضت عهدته لم يسبق لها مثيل من ازدهار وتطور ورواج حيث شجع الصناعة الداخلية واساعد بالاستثمار المحلي والاستغناء عن الاستيراد من الخارج
قال هكذا تكون الامة الواحدة كي تنجح الاخلاص في العمل وحب الوطن
تمت