قصة رائعة تقول احداهن بعد ان بلغت الخامسة والعشرين، غادرت قريتي

بعد ان بلغت الخامسة والعشرين، غادرت قريتي التي ولدت فيها، كانت قرية جميلة واسعة ، مكان رائع للتأمل في الربيع وسط الازهار الملونة والعصافير المغردة،

وفي الصيف ارض اللعب واستقبال الاطفال والضيوف من مدن مجاورة، وفي الخريف تصبح كلوحة رسمها فنان بالبرتقالي والاحمر الذي لون بهما الاشجار العالية المتألقة!

اما في فصلي المفضل الا وهو الشتاء، فتصبح كنعيم يحلم به الكثيرون، فتتعالى رائحة التراب و العشب المبللان ليختلطا مع رائحة القهوى وصوت المطر ومنظر المدينة اللامعة!

انهيت دراستي مع ان القليل من الناس يدرسون هناك، فهم يعتمدون على فكرة ان الدراسة غير مهمة لحد ما!

كنت اغادر القرية حزينة وانا ارى طيفي الصغير يلعب في الارجاء ويضحك بصوت عالٍ ، كنت ابتعد من القرية واهل القرية يلوحون لي وهم يتمنون لي النجاح والحظ الجيد!

عند وصولي للمدينة، بدت هذه الاخيرة مظلمة وضيقة الارجاء!

وكان المنزل الذي علي ان اقيم فيه على شكل عمارة مهترئة!

اذكر وجود بعض الزهور الميتة امام ذلك المبنى!

وعندما صعدت الدرج لاصل الى الطابق الخامس! لاحظت خروج شاب بدى انه بالثلاثين او التاسعة والعشرين!

كان طويلا يحمل كتابا بعنوان “ارض زيكولا”،

لم يحدق بي مع انه مر من امامي!

كان وسيما ومرتبا ولطيف لحد لا يوصف!

شردت للحظات وانا اراقب نزوله الدرج واستمع لصوت خطواته المنتظمة وهي تغادر العمارة!

فتح باب شقتي لتخرج منه فتاة بملابس منزلية وشعر غير مرتب تبدو انها نهضت من النوم للتو!

يتبع

الجزء الثاني بعد ان بلغت الخامسة والعشرين

آآآه، ايام جميلة! حال ما دخلت وجدت الملابس في كل مكان ، وكأن احدا قلب الغرفة وخلطها واعادها!

كنت سعيدة اني مع منى مجددا، فقد عشت اياما مملة وحزينة بغيابها عاما!، وهي لم تتغير اطلاقا!

طهونا العشاء وكنت سأخرج النفايات حتى اجد كتاب “انت لي” ملقى على الارض!

وعندما كنت سالتقطه ، اصطدم رأسي مع رأس ذلك الشاب صباحا!

اعتذرت واعتذر وفجأة بدأنا نضحك!

اتت منى وبدات تضربني على رأسي كوني غير حذرة!

ثم قاطعنا الشاب وهو يضحك ويقول”تشبهان صديقتين قديمتين عندما كنت في قرية (ألارنا)”

توقفت انفاسنا وحدقنا به بنظرات اندهاش حيث انها نفس قريتنا!

توقف وقال :” هل قلت شيئا خاطئا!؟”

قالت منى :” هل انت خالد؟”

تفاجئ حل مع صدمة غريبة!!!

اتضح انه جارنا الذي كان يقع معنا بالمشاكل ايضا

وقد غادر قبل ثلاث سنين من القرية!

بقينا تلك الليلة نتذكر الذكريات ونضحك على المشاكل التي كنا نقع فيها!

ثم عاد لشقته المجاورة بعدما تعشينا معا!

اتضح اننا نحن الثلاثة نعمل في نفس المكان ايضا!

شهور مرت وانا اعيش احلى ايامي!

في يوم ماطر، اقتربت الثامنة ولم تاتي منى!

لكن ربما هي مشغولة بشيء اليوم ،ذهبت لشقة خالد لاساله اذ يعرف مكانها فالوقت تاخر وغربت الشمس وحل الظلام!

حيث توترت عندما وجدت الباب مفتوحا وكان الظلام يلوح بصمته المريب لي!

خطوات مسرعة تخرج من شقته حيث تفاجئت انها منى!

امسكتني من يدي وقالت ” هناك امر مهم يحدث ، تعالي!!!”

سحبتني راكضة نحو شقة خالد وانا في ذهول قام بتخييط فمي!

شعرت بمنة بعدما افلتتني واغلقت الباب؛!!!!

قلت في ذلك الخوف :” منى ، خالد، اهذه احد العابكما ومقالبكما السخيفة!!!؟”

انارت الغرفة بضوء خافت وظهر خالد يحمل باقة زهور حمراء كما احبها!

حيث قال “بالزهور الحمراء التي اعتدنا سرقتها ونحن نعبر بركة الطين المتسخة! اود طلب يدكِ فهل تقبلين الزواج بي؟”

صمت حل ارجاء المكان

وكنت اشعر بدموعي تنهمر على خداي!!

وقلت :” وبالطين الذي لطخ ملابسي في كل مرة اود الوصول لتلك الزهور، انا اقبل!!”

كانت اسعد لحظات حياتي!!

وبعد اعوام من ذلك اليوم عدنا للقرية لنحتفل بزفافنا وسط حقل الزهور الحمراء لجارنا الغليظ!

النهاية