قصة رجل قصير نسبيا يلبس باروكة و له حواجب و رموش مستعارة

رجل قصير نسبيا ، يلبس باروكة و له حواجب و رموش مستعارة .. و فمه مفتوح كأنه يصرخ … و يديه مرفوعة امامه ، كأنه كان يمسك شئ ما في يديه او يستنجد بشخص ما ..

تمثال رهيب ، كأنه حقيقي تماما .. كل التماثيل هنا تحس انها حقيقية اوي ….

علي قد ما كان جوايا رهبة ، كنت مبهور اوي بالتماثيل دي ..

و الاغرب هو شكل التمثال ، كان شبه شخص شفته قبل كده

انا متاكد من ده .

( صباح الخير ، حضرتك صاحب المتحف صح ؟ )

( صباح النور ، هو مش بالضبط .. انا صاحب التماثيل دي ، بس المعرض مش بتاعي ، بتاع صديق ليا )

( مبروك طبعا علي المتحف ، و انا عجبتني جدا الاعمال دي … بس انا كان عندي استفسار محيرني ؟ )

( اكيد طبعا عاوز تسال ازاي التماثيل شكلها حقيقي كده صح ؟ بص انا اصلا نحات بحب التماثيل و تقدر تقول عني محترف في صناعتها ، هو ده السبب )

انتهي الحوار بيني و بين صاحب المتحف الاستاذ ( احمد منصور ) ( شخص في اواخر الاربعينات من عمره ، لابس نظارة طبية .. الشيب منتشر في راسه ، و جسمه قوي عكس شكله تماما اللي يوحي بالضعف )

بعد انتهاء ميعاد الزيارة للمتحف ، مشيت و انا بتفرج علي الصور اللي صورتها بموبايلي للتماثيل ، الموضوع كان شاغلني جدا … دي اول حاجة اشوفها بالمنظر ده ..

ده طبعا غير كل افلام الرعب اللي شفتها لتماثيل الشمع دي و اللي كان مخليني متعلق اكثر بالموضوع ….

كان فضول ناتج من الرعب و الاعجاب الشديد في نفس الوقت

بعد ما روحت البيت و انا كل تفكيري في التماثيل دي و بالاخص التمثال اللي حاسس انه شبه شخص اعرفه ….

قررت بعد ما كان عقلي هينفجر من كتر التفكير اني انزل اروح المتحف تاني ، كان تقريبا اغبي قرار اخذته ، بس الفضول كان مسيطر عليا ……

الوقت بعد منتصف الليل و انا واقف قدام باب المتحف …. الانوار من الداخل مضاءة …

بدات الف حوالين المتحف عشان اشوف طريقة اخش بيها جوة .. حقيقي مش عارف هستفاد ايه من دخولي جوة .. بس انا بدور علي باب او شباك ادخل منه .

وصلت عند الباب الخلفي للمتحف و فضلت اقترب منه و بدات اسماع اصوات خافتة … زي ما يكون صوت انين لشخص يعذب

الصوت كانه مكتوم ، او جاي من مكان تحت الارض .. بقرب اكتر و بصيت علي الارض .. حاسس ان الصوت طالع من تحت رجلي ..

فكرت ارجع و لكن لقيت نفسي بحاول افتح الباب اللي اتفتح في ايدي بسهوله ، كانه كان مفتوح من الاول ، ……..

اول ما دخلت كانت الانوار مفتوحة ، و الاضاءة كانت عالية … و اول ما شفته صرخت بصوت عالي …

يتبع …

شمع

شمع الجزء الثاني والاخير

اول ما دخلت كانت الانوار مفتوحة ، و الاضاءة كانت عالية … و اول ما شفته صرخت بصوت عالي ……

شفت التمثال اللي كنت مبهور بيه الصبح .. بس مكانش في نفس حالته … كان الشمع ساح تقريبا بفعل الحرارة ..

كان تحته جثة لشخص مسلوخ ، معظم جلد وجهه متساقط و اللي كان مداريه كان الشمع ..

شئ مرعب فعلا .. مين الشخص المريض اللي ممكن يعمل كده ..

اول ما شفت المنظر ده ، بقيت عمال اصرخ بهستيرية و في نفس الوقت انا واقف مكاني مش عارف اتحرك … خطر في بالي كل مليون فكرة مرعبة ..

لقيت فجاة صاحب المتحف واقف قدامي و انا معرفش هو ظهر منين ، لان كل نظري كان علي التمثال …

اتفاجئت بعدها بحاجة تقيلة بتنزل علي دماغي و مفوقتش الا في الاوضة اللي فيها بيتعمل التماثيل ….

اوضة واسعة ، فيها طرابيزات كتير مرصوصة حوالين حاجة معدنية علي شكل اسطوانة و طالع منها رائحة تقيلة لسائل بيغلي فيها … و فوقها خطاف ميكانيكي متثيت في السقف ..

فوقت لقيتني مربوط في انبوب معدني في اخر الاوضة ، و لقيت الراجل بيبتسملي ..

الراجل كان معلق شخص في الخطاف و رفعه لفوق بالريموت اللي في ايده و بعدها نزله جوة الاسطوانة …

بصلي الراجل و قالي ( اخلص بس التمثال ده ، و افضالك )

انا اترعبت من الجملة اكتر من المنظر بتاع الجثة و هي بتنزل جوة الشمع المذاب و بتطلع تمثال .. اه هي كانت جثة مش شخص حي ….

بعد ما طلع الرجل و سابه فترة مش طويلة لحد ما الشمع ينشف ، و بعدها نقله لطرابيزة و بدأ يكمل الحتت اللي الشمع موصلهاش … كانه بينحت تمثال

ركب عنين زجاجيتين مكان اللي ساحو جوة الشمع ، و بدا يعدل الجلد اللي ساح بالشمع مكانه ، كان فنان فعلا … بغض النظر عن ان اللي يعمل كده ده شخص مريض نفسي ، بس كان موهوب …

كنت من مكاني شايفه بوضوح ، شايفه مركز اوي و هو بيشتغل كأنه بيعمل عملية جراحية ..

بعد ما انتهي من التمثال ، جاب كرسي و جه قعد قدامي …

شاف عيني بتروح علي التمثال اللي كان قريب مني و ده اللي كنت شفته من شوية ( شفت التمثال اللي كنت مبهور بيه الصبح .. بس مكانش في نفس حالته … كان الشمع ساح تقريبا بفعل الحرارة .. )

( بتشبه عليه صح ؟؟ )

مردتش عليه و لكن عيني كانت مليانة رعب …

( انت اكيد جيت هنا ايام ما المكان ده كان مصنع ، الراجل ده كان صاحب المصنع و شريكي سابقا .. مفيش داعي للدخول في تفاصيل ، انت لما تروحله ابقي اساله

ده كان اول شخص احنطه و هو حي .. زي ما انت شفت من شوية انا بستخدم جثث ، مش ناس صاحية .. انا فاهم و مقدر انك ممكن تحكم علي ده انه مرض ، بس صدقني الموضوع مش كده .. انا راجل فنان … مش حرام الاجسام دي الدود ياكلها ؟؟ مش حرام حياة الناس دي تنتهي و اجسامهم هي كمان تنتهي ؟؟ انا بخلد ذكراهم .. بخلي ليهم قيمة بعد موتهم ، بعمل احسن من اللي الدود كان هيعمله … بعمل تحف فنية .. و دلوقتي مش هقدر اتعطل اكتر من كده عن شغلي … انت عطلتني كتير .. )

قام من مكانه و راح لمكتب في الناحية المقابلة ليا في الغرفة و طلع منه حقنة و اقترب مني ….

( انا ممكن اساعدك ، مش لازم تقتلني ..

ابتسم الرجل و فضل ماسك الحقنة في ايده و قعد علي الكرسي تاني و هو بيبصلي ..

( ممكن اساعدك ، ابقي معاك في المتحف هنا و اساعدك في اي حاجة .. بس بلاش تموتني .. ارجوك … )

(تقدر تقولي ممكن تقدملي ايه يخليني اجازف و اسيبك عايش …… الخوف بيخلي الناس توعد بحاجات هما مش قدها … و انا راجل عندي خطة و مش هينفع ااجلها .. انا دفعت كتير عشان احقق حلمي و يبقي عندي المتحف ده .. )

( انا ممكن اساعد تجيب جثث ، انا موظف في كلية الطب و اقدر اساعدك تجيب جثث من المشرحة عندنا .. عامل المشرحة صحبي و هساعدك بس سبني اعيش .. )

سكت الرجل شوية و هو لسه نظره متوجه ناحيتي ، كأنه بيفكر

انتهي الامر باتفاقنا و اني اشتغلت معاه و عشان يضمن ولائي كان بيصورني و انا بنقل الجثث من المشرحة … و كل ده بكتبه هنا يمكن لو جرالي حاجة حد يشوف الكلام ده و يوصله للشرطة و يمسكوا (احمد منصور ) لانه اكيد هيبقي هو المتسبب في قتلي .

انهي احمد منصور قراءة الدفتر الذي سقط في غفلة من جيب مساعده ، ثم أخذ ينظر للاخير الذي كان مشغولا في تركيب الرموش و الحواجب الصناعية للتمثال الجديد ، ثم احضر انبوب معدني صغير و هوي به علي رأسه و بدأ في تجهيزه ليحوله الي تمثال اخر جديد

تمت انتهت القصة