قصة مؤثرة جدا اعمل ما شئت كما تدين تدان

مش عايز أبان عاطفي بس أنا مراتي ماتت من سنتين وكام شهر وسابتلي بنوتة وولد صغيرين، إنشغالي في

مسؤوليتهم خلاني مش مفتقد مراتي قد ما بحاول أستوعب اللي كنت بعمله وهي عايشة، عشنا مع بعض ست سنين، كان بيت عادي جدًا عبارة عن زوج عايز ياخد حقوقه طول الوقت وبيتعامل بطبقية مع مراته، وزوجة بتحاول علي قد ما تقدر ماتخربش بيتها حتي لو هتتهاون في كرامتها وسلامها النفسي.

كان بينا خناق، إهانة أحيانًا، جفا وبرود، شغل واخدني مع إننا متجوزين عن حُب كبير، بس كأن كل مشاعري إستنزفت معاها قبل الجواز أو إن ضمانك للشخص ممكن يخليك طول الوقت “مُهمل لوجوده” كأنه إتكتب علي روحه إنها تكون تحت طاعتك طول الوقت، بس أنا الوقت سرقني وأخدها مني بدري

من كام يوم عدّي، جات فريدة بنتي الصغيرة بتصحيني عشان أضفرلها شعرها وأحطها التوكة الحمرا في نهايته وأحط فراشتين علي كل جنب، قومت أسرحلها شعرها البُني غامق زي لون شعر مامتها، قعدتها قدامي وقولت بنعس “مش علّمتك تسرّحيه لنفسك”
ردت “أنا بحبك إنت تسرحهولي”
“لحد أمتي هافضل أسرحهولك!”
“لحد ما أتجوز وجوزي يسرحهولي ويعمل ضفيرة حلوة”
“اه ما إنتي ساعتها هاتبطلي تحتاجيني”
“لا يبابا أنا هاعيش وسيطكم هنا تضفرولي شعري إنتو الإتنين”
حاولت أغلّس عليها وقولتلها “إنتي فاكرة بعد الشقي دا كله، ولسه كمان ١٥ سنه زيهم، هاسمح لواحد ييجي ياخدك مني بالساهل كدا”
مالقتش منها رد فكملت تسريح شعرها وظبطلها هدومها وراحت أوضة أخوها تصحيه.

جه الموقف في دماغي إنهاردة وأنا راجع من مدرستها، الكلام لسه في ودني وعقلي، ياتري ممكن شخص ييجي ياخدها مني وتعيش معاه نفس اللي عاشته مراتي معايا، إبتسمت وأنا بقول في سريرة نفسي، قلبها طيب وروحها حلوة واقل كلمة بتأثر فيها، مين اللي يفكر يأذيها ولا يعاملها وحش بعد ما يشوف كمية البراءة اللي في عيونها دي.


راحت إبتسامتي لما إفتكرت إن مراتي كانت نفس صفاتها، طيبة وهادية ولطيفة وحكيمة، وثابتة..لحد ما ماتت من قهرتها علي حُبنا اللي أنا رميته علي الأرض قدامها ودوست عليه.
حزنت لما إتخيلت إن اللي عملته في مامتها ممكن يطلع في بنتي، ممكن جوزها يمد إيده عليها في يوم أو يستجرأ يزعق فيها ويخوّف قلبها الصغير، ممكن تعيط من حرمان أو قهر أو يتكسر قلبها وكرامتها في موقف عابر…والمفروض إني مادّخلش بينها وبين جوزها!

بصيت ليها وهي ماشية جنبي وماسكة إيدي بعد ما كلّموني من المدرسة إنها إتخانقت مع ولد في الفصل وذقّها فوقعت علي الأرض، بعيدًا عن مين فيهم بدأ ولا إيه الحوار، أنا طلعت من الشغل وكنت بسابق الوقت عشان أوصل وكل همّي أنتقم من الولد وإزاي يحصل كدا، لما وصلت بلغوني إنها أول ما قامت ضربته بالقلم وكانت عايزة تكمل ضرب لُما بعدوهم عن بعض، بصلتها بإنتصار وأستأذنت أخدها معايا.
“ينفع بنت تضرب ولد يا فريدة!”


“وليه لا، طالما الولد مش عارف قيمة إني إتخلقت بنت يبقي أوريله لو كنت إتخلقت ولد زيه”
ضحكت وقولت “هي دي بنتي”
كمّلت بعد ما بصيت في عيونها “أنا مش هاسيب دمعة من عيونك تنزل في يوم” إتأملت في ملامحها لثواني وعيوني دمّعت ف بصيت قدامي وكملنا مشي

“بقيت أب وعرفت إني كنت الزوج اللي مش بتمناه لبنتي دلوقتي”

منقول