حكاية الخياط والغول قصة رائعة خياطا كان يجلس في حانوته منهمكا في الخياطة مرت امرأة تبيع مربي

قصة رائعة خياطا كان يجلس في حانوته منهمكا في الخياطة مرت امرأة تبيع مربي فاشترى منها بعضا منه ثم أخذ خبزة كانت في حانوته وشقها على نصفين ووضع ذلك المربى في وسطها

لتكون فطورا له وعاد لإنهاء عمله قبل أن يعود لتناول الفطور في ما بعد وإذا بالذباب ينزل على ذلك الخبز المغموس بالمربي فبدأ الخياط بطردها ملوحا بيده وفي ضربة من الضربات رفع كفه فوجد سبع ذبابات ملتصقة بها

فقال في دهشة: ما هذا أقتل سبعة في ضربة واحدة و مازلت باقيا هنا هذه البلاد لم تعد تليق بي كل هذه القوة وأنا مجرد خياط صغير لن أرضى لنفسي هذا الحال

ثم أخذ قطعة قماش وصنع منها حزاما كتب عليه: هذا عياره سبعة وقد كان ذلك الرجل قبيح المنظر وضعيفا إلى درجة أن نفخة هواء واحدة قادرة أن تجعله يطير في الهواء .

ثمّ خرج يتجول في المدينة وكان كل من يقرأ تلك الكتابة يقفز هاربا حتى بلغ باب المدينة وخرج. لكن قبل ذلك أخذ الخياط قطعة جبن ووضعها في جيبه ليأكلها في الطريق،

وحين كان يهم بإغلاق دخل عصفور إلى الدكان ولم يتمكن من الخروج فبدأ يطير ويصطدم بالجدران فأمسك به ورماه في جيبه وقال له سأطلقك لما نصل الغابة

خرج الخياط من المدينة ودخل الغابة ومشى دون أن يعرف أين تقوده وفجأة إعترض طريقه غول طويل مثل النخلة القامة ورأسه كالقبة نظر إليه وقال لع بسخرية لقد جريت كل الصباح لأصطاد فريسة تسد رمقي وأنظروا مادا أجد أمامي !رجل ليس لا لحم فيه ولا شحم تساءل الغول ألم تطعمك أمك ؟

فرد عليه الخياط: كفاك سخرية ألم تر ماذا كتب على الحزام ؟ أم أن أمك لم تعلمك القراءة إني أشد قوّة من عشر أغوال من أمثالك هل تعلم هذا أيها الوغد ؟

أنت أيها الرجل التافه لا أصدق ذلك

نعم أنا لنرى إذن من منا الأقوى

فرد الغول : حسنا حسنا انتظر قليلا

ثم التفت يمينا ويسارا وهو يبحث عن شيء ثم انحنى والتقط حجرا ووضعه في كفه وبدأ يضغط عليه بيده حتى أخرج منه الماء أقادر أنت على فعل هذا؟

قال الخياط : بلى، أتظنني عاجزا إن من ولد من امرأة لا يحتقر ثم أخرج من جيبه قطعة الجبن وانحنى متظاهرا بأنّه يهم لالتقاط حجر ثم ضغط على قطعة الجبن حتى استخرج منها حليبا ثمّ قال للغول: أنا استخرج من الحجر حليب أمه

فصار الغول ينظر إليه بانطباع جديد، وقال له:جيد فلنرمي حجرا ولنرى إن كنت ستبلغ به ارتفاع ما أبلغه به.

والتقط حجرا، ورماه عاليا في السماء ثمّ نزل أرضا، فقال الخياط :” هذا عمل سهل.”

ثمّ أخذ الخياط ذلك العصفور من جيبه وألقاه عاليا فطار ولم يعد، وقال للغول : حجارتي التي أرميها لا تعود

فكَنّ له الغول التقدير وقال له : أنت ضيفي لهذه الليلة

فقال الخياط : ولم لا

قال الغول سأقتلع شجرة لتكون حطبا لقدر الطعام ،هل لك القدرة على حملها معي؟

أجاب الخياط :: بلى أتختبر قدرتي على ذلك ثم طلب من الغول حملها من الوسط على كتفيه أما هو فأمسك بغصن وضعه على رأسه وقال للغول ما رأيك هل تقدر أن تضع الشجرة على رأسك مثلي؟

بهت الغول ،ولم يجد مايقوله وحين وصلا إلى المغارة رمى الغصن وقال للغول ها قد جاء دورك فألقى الشجرة على الأرض ثم أتاه بفأس عظيمة وقال له أرني قوتك قي تحويلها إلى حطب

أجابه الخياط أقدر على أقوى من ذلك سأخرج منها النار وأنت تقطعها بفأسك

حكّ الغول رأسه ،وقال :أنا أشعل ناري من الصّواعق ،فكيف تقدر أنت أن تخرجها من خشبة ؟

ردّ الرّجل :سأريك ،لتعلم أنه لا يصعب عليّ شيئ !!! ثم حفر ثقبا في الشجرة وأدخل فيه عودا ،ووضع حوله شيئا من القشّ ،وبدأ يفرك ذلك العود بيديه حتى طلع الدخان ،وبعد قليل إشتعلت النّار في القش

تعجب الغول فلم ير ذلك من قبل وقال في نفسه هذا الرجل الضئيل أخبث مما أتصوره .

كان في المغارة ثور سرقه الغول من أحد الضيعات فذبحه وسلخه ثم شواه وقال : أنا آكل نصفه في وجبة واحدة فهل تقدر أنت على ذلك ؟

أجابه أنا لا آكل إلا ثورا كاملا هل تتنازل لي عن نصيبك وتبقى جائعا ؟

نظر إليه الغول بغضب وسأله لماذا أنت هزيل إذن ؟

رد : لأن الطعام لا يتحول في جسدي إلى لحم وشحم بل إلى دهاء في رأسي لهذا السبب تفوقت عليك في كل شيئ رغم ضخامة جسمك لكن لا مانع عندي أن أتذوق من ثورك شيئا لأقول لك رأيي في طبخك

حكاية الخياط والغول

حكاية الخياط والغول الجزء الثاني

…… أخذ الخياط يأكل من اللحم حتى شبع وسأله الغول: هل أعجبك طبخي هز الرجل رأسه يمينا وشمالا وقال: الأغوال لا يحسنون سوى الإفتخار بقوتهم غدا سأطبخ أنا وترى الفرق بيني وبين متوحش مثلك فأنتم لا تعرفون التوابل والبهارات

سأعلمك كل هذا صديقي لم يعد الغول يطيق سخرية الخياط فأمسك به ورماه لكنه وقع في شجرة برقوق ولأنه خفيف الوزن طار من غصن إلى غصن ثم إستقر في قمة الشجرة

ثم ملأ جيوبه بالثمار وبدأ يأكل ويرمي النّوى على رأس الغول وقال له: هيا طر في الهواء وكل من هذه الشجرة وإلا أكلت كل شيئ

كان الغول يحب جدا البرقوق فطأطأ رأسه وقال ليتني كنت قادرا على ذلك أعترف أنك أقوى مني وسأكون في خدمتك أما الآن فإنزل ودع لي بقية من الثمار

قفز الخياط على الأرض بخفة ونشاط وكان الغول ينظر إلى براعته ويتعجب منه وقال في نفسه: يجب أن لا يراك الناس معي وإلا إجترأوا علي ولم يعودوا يخافون مني يجب أن أتخلص منك أيها اللعين

فهم الخياط ما يدور في ذهن الغول وعرف أن عليه أن يحذر منه ولما حل الليل دخل الغول المغارة لينام وإختار الخياط ركنا صغيرا فيه خشبة إستلقى عليها ووجد خرقة تغطى بها بعد ساعة نهض ورمى مكانه كومة قش وغطاها ووضع في طرفها قبعته

في منتصف الليل قام الغول وأخذ عصا غليظةولما رأى القبعة إعتقد أنها رأس الخياط فإنهال عليها ضربا وقال:أخيرا حطمت رأسك وعظامك وسنرى الآن إن ما زلت تفتح فمك أمامي

إنتظر الخياط الغول حتى نام وعلا شخيره ثم رجع إلى فراشه ووضع قبعته على رأسه واستغرق في نوم عميق

في الصباح لما نهض وجد الغول يحملق فيه بذهول وقد إتسعت عيناه من الدهشة

لما رأى الغول الخياط على قيد الحياة فر هاربا

فقال الحطاب حينها مزهوا : لقد غلبت أقوى الأغوال الذي كان يرعب القرى والفلاحين لا بد أن يكافئني الملك على صنيعي

وبدت الغابة كأنها خالية فكل الحيوانات صارت تهابه حتى الأسود إلتقط خصلة من شعر الغول وجدها على الأرض وظفرها ثم وضعها في رقبته وسار في الطريق بكبرياء

حتى إقترب من البلاد ولما وصل أمام قصر الملك طلب من الحارس الدخول فنظر إليه وقال: إبتعد أيها الضعيف وإلا رميتك في الشارع مع الكلاب

إبتسم الخياط وقال :هيا حاول وأرنا شجاعتك لما مد يده ليمسكه رأى الظفيرة الطويلة على صدره فتراجع مذعورا وصاح: :هذه من رأس الغول أليس كذلك ؟

أجاب: لقد غلبته وإستوليت على مغارته وأنا الأن سيد الغابة وأريد مكافئة كبيرة من الملك Lehcen Tetouani

دخل الحارس يجري ثم رجع إليه وقال له : تفضل سيدي في انتظارك ولما صعد الخياط وجد صفا من الجنود يأدون له التحية فسعد بذلك وقال في نفسه لي كل هذه القيمة وأنا لا أعلم لقد أضعت وقتي في ذلك الدكان الحقير وسأجبر الآن كل الناس على إحترامي بعد أن كانوا يسخرون منّي .

وصل الخياط أمام الملك وقص عليه ما جرى مع الغول فتعجب وقال له: أنا أحتاج شخصا قويا مثلك في مملكتي وسأكلفك بمهمة إن نجحت فيها زوجتك إبنتي

أجاب الرجل: أطلب مني أي شيئ وسأنفذه لك

قال الملك: هذا شيئ صعب ، فالأرض في مملكتي مليئة بالحجارة ولا تصلح للزراعة فلو إستصلحتها وحرثتها في ثلاثة أيام لزرعناها قبل نزول المطر

إحتار الخياط فكل حيلة لن تنفع فتلك الأرض يابسة لا ينبت فيها إلا الشوك فجلس على الأرض وأمسك عودا صغيرا وبدأ يفكر ولما هم أن يذهب رأى أنه حفر بذك العود خطا عميقا فصاح من الفرح: لقد وجدت الحل

ذهب إلى الغابة ونادى الغول ولما جاء إليه رأى أنه يرتجف أمامه من الخوف فقال له :ما رأيك أن تحصل على طعام كل يوم وتستريح من الجري في الغابة للصيد ؟

سأله الغول كيف ذلك ؟

قال له: إصنع لي محراثا ضخما ونحرث الأرض ونربي الماشية وسأبحث لك عن إمرأة قوية من نسائنا تصبح عروسك

ضحك الغول وقال : ومن التي سترضى بمخلوق بشع مثلي أجاب الخياط: كفاك هراءا فأنا قبيح الشكل ومع ذلك سأتزوج بنت الملك

حكاية الخياط والغول الجزء الثالث

….. زاد إحترام الغول للخياط وقال له حقا إنك داهية أيها الرجل الصغير أعترف أن فكرتك جيدة وراقت لي فبناتكم حسان ولقد مللت من الوحدة في تلك المغارة الباردة

في الغد كان المحراث جاهزا ربطه الخياط في الغول ثم قفز على كتفه وصاح هيا بنا أمامنا يوم طويل

بدأ الغول بالحراثة وكانت سكة المحراث ضخمة فقلعت الحجارة وقلبت التربة الجافة

ولما إنتهى اليوم الأول كانت الأخاديد الطويلة تمتد على ثلث الأرض ولما إكتملت الثلاثة أيام أصبحت الأرض جاهزة للزراعة فبذرها الفلاحون بالقمح وهم يغنون ويدعون للخياط بطول العمر

لما سمع الملك هتافات الناس غضب وقال: لقد عظم أمر الخياط ويجب أن أتخلص منه هل صدق حقا أني سأزوجه إبنتي الوحيدة ومتى كان النحيفين يتزوجون بنات الملوك ؟

جمع الملك رجاله وقال هلم بنا نقبض على ذلك اللعين الخياط لما أدرك القوم أطراف الغابة جائوا إلى مسرب يقود إلى المدينة ونصبوا له شبكة فوق شجرة وهمس أحدهم: حين يأتي إلى هنا نرميها عليه ولن يقدر على الهرب

لكن لما تسلق الرجال الشجرة قلبوا عش غراب ووقع على الأرض وتهشم بيضه ولما رأى ذلك الطائر ماذا حدث غضب وقال : سأشتكيكم إلى الغول وسيأتي ويسلخ جلودكم .

سمع الخياط الحكاية وعرف أن الملك ينوي الغدر به

فقال للغول اسمع : سأقودهم إلى مغارتك ولما يدخلون ورائي تجيئ أنت وتسد المنفذ بصخرة كبيرة

أما أنا لا تقلق علىّ سأخرج من أحد الشقوق فجسمي ضعيف إلى درجة أنه بإمكاني الإختفاء وسط حجر أرنب

ضحك الغول وقال : سيكونون كالفئران في المصيدة

ذهب الخياط إلى المسرب الذي كمن فيه الملك ثم وقف أمامه وبدأ بالرقص والغناء :وقال اقبضوا علي إن استطعتم

فكلكم نعاج والملك على رأسكم خروف بعصاي أضربكم

لما سمع الملك غناء الخياط تغير لونه و صاح : أمسكوه حيا ولا تدعوه يهرب الويل لك سأضربك حتى يتوب لسانك عن قول السوء وتتعلم الأدب في حضرة الملوك

جرى الخياط وورائه الملك ورجاله وهم يلوحون بعصيهم حتى وصلوا إلى المغارة ودلفوا خلفه وهنا خرج الغول ودحرج صخرة ثقيلة على الباب

أما الخياط فقفز في الهوا وخرج من ثقب صغير في السّقف ثم أطل عليهم وقال :ستبقون هنا حتى تخرج لكم الوطاويط في الليل وتفترسكم

شرع الملك في الصّراخ ،وقال : سامحني يا أيها الحطاب لقد أخطأت في حقك أطلب ما تشاء وسأحققه لك

فكر ورد عليه: كلّ ما أريده هو أن تزوجني من الأميرة وتبنون عشا جديدا لذلك الغراب وتضعون فيه ببيض عندليب عوضا عن بيضه الذي كسرتموه

قال المك : لك كل هذا لكن أخرجني من هنا فأنا أخاف من ال لام أجاب الخياط : لقد سبق لك أن أخلفت وعدك لهذا سأحضر الشيخ ليشهد على كلامك

ردّ الملك :أنا في إنتظارك أرجوك لا تتأخر

ذهب الخياط إلى القصر ولما رأته بنت الملك ضحكت منه وقالت ألم يجد أبي غيرك ليزوجني منه فثفز فوق الطاولة ،وغنى :ومن غيري يا أحلى الأميرات

من يجعل سبع ذبابات لا ترى النور

ويغلب الغول ويحرث الأرض البور وسوف يأتيك باللؤلؤ من قاع البحور

تعجبت البنت من فصاحة هذا الرجل الصغير وقالت له : أفعالك تدل على همتك وشجاعتك سأقبل بك زوجا وليكن مهري صندوقا من لآلئ البحر كما وعدتني

حكاية الخياط الجزء الأخير

…… ذهب الخياط إلى القصر ولما رأته بنت الملك ضحكت منه وقالت ألم يجد أبي غيرك ليزوجني منه فثفز فوق الطاولة ،وغنى :ومن غيري يا أحلى الأميرات

من يجعل سبع ذبابات لا ترى النور

ويغلب الغول ويحرث الأرض البور وسوف يأتيك باللؤلؤ من قاع البحور

تعجبت البنت من فصاحة هذا الرجل الصغير وقالت له : أفعالك تدل على همتك وشجاعتك سأقبل بك زوجا وليكن مهري صندوقا من لآلئ البحر كما وعدتني

لكن أين أبي

قال لها فيى المغارة فلقد أراد القبض علي وحبسي في سجن مظلم لكن في النهاية أنا من حبسته

ركب الخياط في زورق وملأه بالخبز واللحم وصار يرميه في البحر فتجيئ الأسماك وتأكل

وفي اليوم الثالث ذهب ووجد حشدا من الأسماك في إنظاره وقالوا: أين الطعام ايها الخياط ؟

أجاب: إجمعوا لي أولا صندوقا من اللآلئ وسأرمي لكم ما في الزورق

في المساء كان الصندوق أمام الأميرة وقالت له يا لك من رجل مدهش خسارة أن حجمك صغير وإلا لأصبحت فارس هذه المملكة

تألم الخياط وقال في نفسه: مهما فعلت فسيعايرني الناس بشكلي و بكى على حاله ثم إستغفر الله وإنصرف ليعد داره،

فلم يبق على زواجه سوى يومين

لما ذهب للغابة ليدعو الغول لعرسه جاءه الغراب وقال له: كيف يمكنني أن أجازيك على كرمك فلقد أصبح لي عش جميل وفقس البيض وخرجت منه طيور ملونة بدأت في الغناء كل صباح lehcen tetouani

أجاب الخياط: أنت صديقي ولا أريد منك شيئا

لكن الرجل لم يكن يعرف أن ذلك الغراب هو إبن ملك الجان وقد رأى دموع الخياط على خديه وفهم ما يدور في خاطره

لذلك ذهب إلى ساحرة قومه وحكى لها القصة فأعطته زهرة زرقاء وقالت له :ضعها في شرابه ليلة عرسه دون أن يفطن إليك

ليلة العرس حمل الغراب الزهرة في منقاره وطار بها ولما وصل دار الخياط وجد النافذة مفتوحة فدخل ورماها في قلة الماء وفي الليل جاء الرجل لينام مع إمرأته فشرب من تلك القلة

لما إلتفت إلى الأميرة وجدها تنظر إليه بدهشة شديدة فتعجب وسألها : ما الأمر كأنك لا تعرفينني ؟

أجابت :أنظر إلى نفسك في المرآة وستعرف سبب دهشتي

لما أمسك الخياط طبقا من النحاس كان على الطاولة ونظر فيه سقط من يده فلقد تحول إلى فتى وسيم وطويل أطول من كل رجال المملكة وهنا عاش الخياط حياة أخرى تملأها السعادة مع اميرته ومن ثم جلس على العرش

وأصبح خياط أمير المملكة بذكائه وفطنته واصراره

انتهت القصة