قصة رائعة رواية عمار عمار يبحث فوق خزانته العالية عن أشياءه القديمة

بينما كان عمار يبحث فوق خزانته العالية عن أشياءه القديمة حتى رأى تلك الصندوق الخشبي الصغير كان يملئه بعض الغبار نفضه من فوقه ثم حمله معه و نزل

كان ذلك صندوق يحمل بعض من صور ذكرياته القديمة التي يحتفظ بها وبعض الرسائل التي كان يتبادلها مع رفاقه ايام خدمة وطنية

وقع نظره على رسالة قديمة منذ سبعة سنوات من إحدى اصدقائه الذي يدعى خالد والذي كان يخبره في رسالة ان ياتي يوم الى زيارته في قريته وكان يلح عليه بمجيء

راح عمار يسترجع ذكرياته مع خالد وكيف كانت تلك الايام خاصة انه كان من أقرب وأعز أصدقائه ايام خدمة عسكرية. وقد إنقطعت أخباره عنه منذ مدة طويلة راح يتسأل في نفسه كيف هو الان وماذا حصل معه هل يكون حي هل تزوج هل أنجب ابناء ترى كيف حاله

حمل عمار حقيبته ووضع فيها بعض من ملابس التي يحتاجها ثم اخرج بطاقته شخصية ووضعها في محفظته وتوجه الى محطة البرية ركب في اول حافلة تؤدي الى مدينة ثانية التي تبعد عنهم مسافة 500 كم

وبعد ساعات من طريق نزل في محطة لسيارة الاجرة التي تنقل مسافرين بين قرى والبلديات استجئر إحدى سيارات الاجرة لتنقله الى قرية الواقعة على بعد 70 كم من مدينة دون ان ينتبه الى ان عنوان خاطئ

كانت طريق قرية غير معبدة ومتشعبة المسالك لكن سائق كان يعرفها جيدا راح عمار طوال طريق يحدث سائق الاجرة عن صديقه الذي هو قادم لزيارته وكيف عاش معه تلك اللحظات الجميلة

فسأله سائق قائلا : بصراحة انا اول مرة أسمع عن شخص يحمل إسم خالد في تلك القرية التي انت ذاهب إليها لا أنكر أنني اعرف جميع اهلها تقريبا ولكن شخصاً يحمل اسم خالد هذا لم أسمع به هل انت متأكد انه يعيش هناك ؟

لم يكترث عما من هذا سؤال ولم ينتبه الى أنه اخطأ في عنوان فقال بكل ثقة: نعم متاكد ربما ينادونه بأسم اخر في قريته ولكني متأكد بأنه نفس شخص المقصود

لم يجد سائق مبررا على إعتراضه امام إصرار عمار على معرفة صديقه فربما كان محق في مايقول وواصل به طريق في صمت و قبل ان يصلوا الى قرية بمسافة ثلاث كيلو إنفجر دولاب سيارة بهم وتوقف سائق على قارعة الطريق

وأنزل دولاب إحتياطي من صندوق خلفي للسيارة وقبل ان يستبدله بدولاب منفجر إكتشف ان دولاب الاحتياطي هو الاخر مثقوب ولا يصلح للسير

فنهض والتفت الى عمار وقال اعتذر منك يابني لا يمكنني ان اكمل بك بقية الطريق فكما ترى كل عجلات سيارة لا تصلح على كل حال لقد وصلنا الى القرية وهي تبعد من هنا مسافة ثلاث كليو متر في هذا الإتجاه

يمكنك ان تكمل مسير مشيا على الاقدام اما انا سأبقى هنا ريثما احاول ان اجد حلا لهذه العجلات اتمنى لك اقامة طيبة في قرية واعتذر منك ثانية

دفع عمار مبلغ الاجرة للسائق وواصل طريقه بإتجاه القرية في صمت وهو يتوقع ردة فعل صديقه خالد حينما يراه قادم اليه وراح يخمن هل سيعرفه ياترى بعد هذه مدة طويلة ام لا؟

أحس بالتعب شديد وهو يقطع هذه مسافة وقد إتسخت ملابسه وشعره بسبب غبار الطريق غير مزفت و لفحت حرارة شمس وجهه وأصبح شكله متغير يوحي بأنه كان وسط زوبعة رملية وقد خرج منها

اخيرا تبادرت له ملامح القرية امامه فأحس بالسعادة وراح يسرع في خطواته متقدما اليها حتى يسال اي شخص يصادفه هناك عن صديقه

لمح ثلاث اشخاص يجلسون بالقرب من إحدى منازل فتقدم اليهم حتى يسألهم عن منزل خالد

وقف بعيد عنهم بقليلا فلم يكونوا منتبهين له ومنشغلين بحدثيهم فخاطبهم قائلا : سلام عليكم هل تسمحون لي بأن

وقبل ان يكمل عمار كلامه لاحظ إندهاش وذعرا في وجه اولئك الاشخاص الثلاثة وكانهم شاهدو شبحا او جني فقد نهضوا من مكانهم وراحوا يتاملون وجهه في إندهاش

بقي واقف مستغربا لما هذه نظرات مرتبعة منهم وما سبب وقفهم هكذا وما إن فتح فمه يريد ان يكمل كلامه

حتى هرب اولئك ثلاثة مذعورين كأنهم شاهدوا وحشاً امامهم ثم سمع أحدهم يصيح بأعلى صوته وهو يقول :

يا أهل القرية لقد رجع ممسوخ لقد رجع غول أغلقوا ابوابكم ولا تخرجوا

قصة عمار الجزء الثاني

…….. وقف عمار ينظر الى اولئك الاشخاص الثلاثة الذي هربوا مذعوين من رؤيته وهو يتسأل في نفسه عن سبب ذلك ولماذا كانوا يصيحون بأن غول وممسوخ قد عاد ؟

فهل أثر عليه سفر الى هذا الحد حتى تشوه وجهه واصبح ممسوخ ويشبه غول الى هذه درجة اصبح منظره مخيفا ومرعب بسبب لفحات الشمس وغبار الطريق ؟

الم يرى هؤلاء يوما في حياتهم شخص مرهق من سفر يبدوا ان هؤلاء مجانين او مهلوسين وليسوا في وعيهم.

تقدم باتجاه مقهى الذي كان عند مدخل القرية لعله يجد أحد هناك يعرف صديقه خالد و يرتاح قليلا من عناء السفر وما إن دخل الى مقهى وشاهده الناس الذين كانوا جالسين هناك

حتى وقف الجميع في مشهد واحد وهم ينظرون اليه في رعب يكاد يخطف اوجههم كأنهم شاهدو مخلوق مخيف يدخل عليهم راح عمار يتأمل هذه الوجوه التي تمرقه في خوف وإندهاش

ترى مابهم هؤلاء ايضا لماذا ينظرون نحوي هكذا وما ان رفع يديه يريد ان يتكلم حتى ضج مقهى بصراخ ناس وإنقلبت طاولات والكراسي فوق بعضها وتساقطت كؤوس على الارض مهشمة وانقلب مقهى كله الى فوضى وصياح الناس وهي مذعورة تقول اعوذ بالله من شيطان الرجيم لقد عاد غول اهربوا الى بيوتكم ..

وماهي الا ثواني حتى اصبح مقهى خالي تماما من البشر واثر الفوضى في كل مكان حتى صاحب مقهى والنادل الذي عنده قد هربوا مع ناس الاخرين وتركوا عمار واقفا وهو مذهول لما يجري لدرجة انه قد شك في نفسه فراح يتأمل اطراف يديه لعله يرى شيء قد تغير بجسده

ثم بدا يتحسس رقبته وراسه واقدامه فكل شيء طبيعي فلماذا يهرب اهل القرية منه ولماذا ينعتونه بالغول ويتعوذون منه لمح مرآة ومغسلة بداخل مقهى فتوجه اليها مسرعا وارح ينظر الى وجهه في المرايا فكان كل شيء كما هو ووجه طبيعي جدا فإذا مابهم هؤلاء يهربون منه كلما شاهدوه

هل يعقل ان تكون كل هذه قرية مجنونة لقد بدا يشك في نفسه ولا يعرف كيف يتصرف مع هذا الموقف غريب الذي يحصل معه

غسل وجهه وشعره جيدا ونفض عن ملابسه ثم خرج مرة اخرى على أمل ان يتغير موقف الناس منه بعدما إغتسل وتغيرت هيئته راح يتجول في شوراع القرية وكان كل شيء مغلق والناس تنظر إليه من خلف النوافذ وهي ترتجف من الرعب

راح يتسأل في نفسه لما يحصل معه كل هذا ترى مابهم هؤلاء الم يشاهدوا في حياتهم بشرا أخر مثلهم هل هذا حلم ام ماذا لماذا اهل القرية خائفين منه الى هذه الدرجة ؟

وقف في منتصف القرية وهو ينظر في كل إتجاه ويبحث عن اي شخص يفهمه مايجري هنا وماهو سبب ذعر الناس منه فقد اصبح في دوامة من حيرة وذهول

حتى خالد لم يظهر بينهم ولم يراه فلو شاهده فأكيد سيعرفه وسيخبر الناس عنه ويطمنو له ولكن اين خالد لماذا لم يظهر بينهم راح يحاول ان يخاطب احدهم من وراء النافذة فأغلقها في وجهه قبل ان يتكلم

طرق باب احدهم فسمع اصوات الاطفال وهي تصرخ مرتبعة بداخل وأمهم وتتراجه الا يدخل حاول ان يتكلم مع احدهم من فوق سطح لكنه ركض هاربا قبل ان يسمعه

اصاب هذا الامر عمار بالقنوط وسخط فراح يصرخ بأعلى صوته قائلا : ما بكم ياناس لماذا انتم خائفون هكذا انا بشرا مثلكم ولست غول لماذا الجميع خائفون مني جئت من اجل زيارة صديق لي يدعى خالد هل يعرف احدكم اين يسكن اخرجوا وتحدثوا معي فلست شيطان كما تعتقدون. والله العظيم انا بشر مثلكم

ساد صمت في قرية فلم يجب احد على كلام عمار واكتفى كل من في قرية بالنظر اليه من خلف الابواب والنوافذ والاسطح لدرجة انه أصيب بخيبة كبيرة

فقرر ان يذهب ويتركهم ولكن مسافة بعيدة وصعب ان يقطع هذا الطريق مشيا على الاقدام فقد بدا الليل يسدل الستار ولن يجد اي سيارة في طريق بمثل هذا وقت

سمع اذان صلاة مغرب من مسجد القرية فخطر في باله ان يذهب الى هناك لعل الناس تطمئن اليه وتطرد من أذهانها فكرة انه غول وممسوخ وما ان دخل المسجد حتى راى الإمام يقف مرتبعا هو الاخر وينظر اليه وهو يتمم ويتعوذ

تقدم اليه عمار مبتسما محاولا ان يكسب وده وما ان اقترب منه اكثر حتى أمسك إمام عصا منبر وصاح به قائلا :

أعوذ بالله ..اعوذ بالله … اخرج من بيت الله يا ملعون فهذا مكان مقدس ولا محل لك فيه

قصة عمار الجزء الثالث

……… خرج عمار من مسجد وهو يشعر بأنه قد صار مكروه ومفروضا من الجميع دون ان يعرف السبب فلماذا يصفه الناس هنا بأنه شيطان وملعون حتى من المسجد تم طرده بكلمات تعويذ وبراءة منه راح يحدق في كل شيء حوله وهو لايصدق ما يجري معه يحاول فقط ان يفهم سبب ذلك ؟

يريد ان يأتي احدهم ويشرح له ما الامر وماذا فعل حتى يعامل بكل هذا كره وتنفير كيف سيعود الى منزل وقد بدا يحل الظلام وهل سيجد سيارة تنقله الى محطة الاخرى لا سيارة تخرج منها الا سيارات أبناء القرية وطبعا لن يقبل احد بأن يأخذه معه مدام جميع يتهرب ويتعوذ منه هل سمعوا عنه شيء في الأخبار او الصحف ؟

هل جاء أحدهم وحكى لهم عنه شيء ولكن لا أحد هنا يعرفه الا صديقه خالد الذي جاء يبحث عنه ثم اين هو خالد فلا يعقل ان لا يكون قد شاهده حتى الان او سمع به لماذا لم يظهر بينهم ويتعرف عليه ؟

عاد بتفكيره الى كلام الذي قاله له سائق الاجرة في طريق

حينما اخبره بأنه لم يسمع من قبل بهذا الاسم وانه لا يوجد في هذه القرية اي شخص يحمل إسم خالد فل يعقل انني قد أخطأت في عنوان كما كان يعتقد سائق الاجرة فربما كلامه صحيح لانه لا يعقل ان الا يظهر خالد من بين هولاء الناس حتى الان ويتعرف عليه .

يا إلهي ماهذه الورطة التي أوقعت نفسي بها ثم كيف سأعود للمنزل الان وانا هنا منبوذ من الجميع والطريق بعيدة

ومنذ الصبح لم أكل ولم أشرب شيء والجوع بدا ينال مني وانا منهك من سفر يجب ان أجد مكان أنام فيه ليلة وفي صباح سأحاول مع أهل القرية لعل أجد بينهم من يوصلني الى محطة الاخرى .

ذهب عمار الى إحدى منازل مهجورة وتوسد على حقبته وقضى ليلة دون عشاء وهو يفكر في هذا المصير الذي آل اليه

في الصباح التالي نهض من مكان فوجد اهل القرية لا يزالون يغلقون أبواهم وينظرون اليه من خلف نوافذ فلم يحتمل ان يبقى هكذا معلقا دون ان يعرف سبب

فصاح بهم قائلا : لما كل هذا الخوف لماذا تعاملون ضيفكم بهذا الشكل عيب عليكم انا لم أذى احد منكم ولم أتقرف أي ذنب حتى تصفونني بأنني شيطان وممسوخ إذا رأيتم مني أي شيء فليأتي أحدكم ويفهمني ما السبب ؟

الا يوجد في هذه القرية رجال يخرجوا الي ويفهمني ما الامر أقسم بالله اني لم أرد بكم ضر ولا شيء جئت من أجل لقاء صديق قديم يسكن هنا فاذا بدر مني شيء فلياتي الي احدكم ويخبرني به هنا في وجهي وكفاكم جبن وخوف

ساد صمت طويل في القرية ولم يرد على كلامه أي أحد وبقي عمار يتأمل في أنحاء لعله يبصر اي أحد قادم إليه فأحس بالياس فانحنى يلتقط حقيبته من الارض ويهم بالانصراف فسمع صوت باب يفتح ويخرج منه شخصا قادم إليه

عرف من ملامحه أنه إمام مسجد الذي طرده البارحة من الصلاة فأحس ببصيص أمل قادم لعله يعرف منه كل شيء. فوقف إمام بعيد عنه وراح يتأمله بنظرات متوجهشة وحذره

فخاطبه عمار قائلا : ها أنت تقف أمامي ولم أقتلك ولم أكلك فهل يمكنك ان تشرح لي ما الامر لو سمحت

راح إمام يحدق به بنظرات حاذقة ومستنفرة ثم قال له :

ما الذي عاد بك يا علقم ؟

راح عمار ينظر اليه مندهشا ومستغربا من هذا الاسم الذي نعته به فقال : علقم ومن هذا علقم انا أسمي عمار يا حضرة الشيخ

لم يقنع هذا الجواب إمام مسجد فرد عليه قائلا : لا داعي لتضليل والمرواغة فأنا وكل أهل القرية لم ننسى ولن ننسى أفعالك شيطانية التي فعلتها في هذه القرية وأجبني ما الذي عاد بك وكلنا نعلم انك قد مت منذ خمس سنين فكيف رجعت الى حياة هل كنت تدعي أنك ميت حتى تستغفل أهل القرية؟

راح عمار يحاول ان يستفهم الامر وبدا يفكر في كلام الذي قال إمام المسجد فربما قد إتضحت أمامه صورة قليلاً فاهل القرية كانوا يشتبهون به مع شخصاً أخر ويعتقدون أنه هو

فبدا الناس تفتح أبوابها وتجتمع حوله بعدما أحسو بالامان قليلا حينما رأوه يتحدث مع إمام من دون ان يحصل أي شي

فقال عمار موضحا انت مخطيء يا حضرة إمام

فأنا أسمي عمار وقادم من مدينة لزيارة صديقي يدعى خالد وقد جئت في سيارة أجرة الى هنا وتعطلت بنا في طريق اما هذا الشخص الذي تتحدث عنه فلا علاقتي لي به فأنا اول مرة أزور هذه القرية

فاقترب منه أحدهم وسأله قائلا : لقد سمعناك تنادي على شخص يدعى خالد صحيح ؟

التفت اليه عمار في تلهف وقال :صحيح خالد كان معي أيام خدمة العسكرية وقد جئت الى هنا لزيارته كما طلب مني

فرد عليه نفس شخص قائلا :

ولكن لا يوجد اي أحد هنا يحمل إسم خالد سوى الطفل الصغير الذي إختطفته قبل سبع سنوات وتركت أمه مسكينة مرضت عليه ومازالت تبكي عليه

…..أحس عمار أن الارض تكاد ترتج به بعدما سمع ذالك الكلام وراح ينظر اليه مذهولا غير مصدق فربما حينما سمعه أهل القرية ينادي على خالد إزداد يقينهم بأنه هو ذلك الشخص الذي يصفونه بالملعون والممسوخ فقد إختطف طفلا من بينهم يدعى خالد اما صديقه الذي جاء يبحث عنه فلا يوجد في هذه قرية كما كان يقول سائق الاجرة

فخاطبه عمار قائلا: قلت لكم أني إسمي عمار وليست ذلك الشخص الذي تعتقدون فكيف لي أن أختطف طفلا وأتي اليكم هكدا بأقدامي أقسم انكم مخطئون يا جماعة ولا علاقة لي بما تعتقدون

فسأله إمام مرة اخرى قائلا : هل عندك إثبات يؤكد ان إسمك عمار وانك قادم من مدينة ؟

نعم بطاقة معي وسأريها لكم جميعا وتتأكدون من صحة أقولي .

ادخل عمار يديه في جيبه فلم يجد محفظته خاصة ثم عاد وادخل يديه في جيبه الآخر فلم يجدها أحس ففتح حقيبة ملابسه بسرعة وراح يقلب فيها فلم يجد اي شيء

أدرك ان محفظته قد ضاعت منه ربما في سيارة أجرة التي جاء بها او حين كان يساعد السائق في تبديل دولاب سيارة فربما قد إنزلقت من جيب بنطاله دون ان ينتبه او ربما سقطت منه في مقعد حافلة

نهض وراح ينظر الى جميع في حيرة وتجهم وهو لا يعرف ما يقول أمام هذا الموقف الصعب الذي لا يدري كيف يبرره لهم وشاهد الانظار كلها تحدق فيه خائفة وحذرة ولم يعرف كيف يجيبهم فسمع الناس وهي تتهامس بقلق وتوتر بينهم بعدما لم يجد اي دليل يقنعهم به

فالتفت إلى إمام مسجد وقال : انا مستعد أن أقسم لك بأي شيء تريد انني لست ذلك الشخص الذي تظنون والله عظيم أنا لست هو ولا علاقتي له ولا أعرفه حتى وبطاقة هويتي قد ضاعت مني للاسف ولا أدري كيف أقنعكم .

ساد صمت من جميع وبدؤو يتأملونه محاولين تصديق كلامه ولكن كل يقين يأكد لهم بأنه هو نفس شخص ونفس ملامح فرد عليه إمام مسجد قائلا : مهما أقسمت او حلفت يا أبني فأننا لن نصدق ما تقول هل يعقل ان يصدق الناس قسم شخص لم يترك موبقة ولا منكر الا وفعلها .

فرد عليه عمار في غضب قائلا : وبماذا تريدني ان اثبت لك بأنني لا أعرف عن ما تتكلمون ثم من هذا علقم الذي ترونه على أنه أنا الم تصدقوني فأبعثوا احدكم الى عنوان منزلي هذا وسيخبركم من أكون واذا وجدتم غير ذلك فأفعلوا بي ما تشاؤون

اقترب أحدهم من إمام وهمس في إذنه طويلا ثم إلتفت نحو عمار وقال : حسنأ اذا كنت ترى نفسك بأنك لست هو ذلك الشخص فسنذهب الان جميعا الى قبر علقم ونحفره

فأذا وجدنا بأن علقم في قبره فهذا يعني انك صادق وسنعتذر منك جميعا ونتكفل كلنا بإصالك الى منزلك سالما ومعززاً أما إن لم نجد علقم في قبر فهذا يعني انك انت هو وستخرج من قرية وتدعنا نعيش بسلام وتكفي عنك شرورك ومنكراتك اتقفنا ؟

وافق عمار على إقتراح اهل القرية بكل سرور وقد راى في هذا رأي مخرجا وحيدا لهذه الورطة فتوجه مع اهل القرية الى مقبرة حيث يوجد قبر علقم

كان قبره منعزلا عنهم وقد دفن في مكان خاص به بدا الناس في نبش قبره وما ان وصلوا الى فتحة التي تغطي قبره وفتحوها فاذا بهم ينصدمون بان قبر خالي تماما من اي عظام

وكأنه لم يدفن فيه اي بشر فكاد يتوقف قلب عمار لما شاهد فرفع بصره نحو الناس فوجدها تنظر اليه وهي مذهولة مرتعبة وقد اصبحت كلا الدلائل ضده وتأكدو لهم انه نفس الشخص الذين يعتقدونه

وما إن جاء يتكلم حتى صرخ الجميع هاربين من وجهه وتاركين كل شي هناك

تلاشى الأمل الوحيد له في خلاص وعاد يغرق في دوامة الحيرة والاسى لما آل اليه لا بصيص أمل جلس بالقرب من أحد جدران منازل القديمة يفكر في أي حل أخر يمكن ان يقنع به الناس فقد إشترطوا عليه ان يرحل ان لم يجدوا جثة في قبر

ولكن كيف يرحل من دون وسيلة نقل توصله الى محطة البعيدة عنه مسافة 70 كلم إنه شرط تعجيزي والقبول به يعني هلاك والموت .

وبينما هو جالس يفكر في هذه مصيبة جديدة اذا بشخص يضع أمامه صرة قماش تفوح منها رائحة طعام وزجاجتين من ماء رفع عمار رأسه بإتجاه شخص الذي وضع الاكل أمامه فوجدها فتاة في منتصف العشرينات وهي متخفية بين جدران وتلتفت يمينا وشمالا

….. بينما عمار جالس يفكر في مصيبته اذا بشخص يضع أمامه صرة قماش تفوح منها رائحة طعام وزجاجتين من ماء رفع عمار رأسه بإتجاه شخص الذي وضع الاكل أمامه فوجدها فتاة في منتصف العشرينات وهي متخفية بين جدران وتلتفت يمينا وشمالا

كانت فتاة متوسطة قامة تضع خمار طويل منسد على رقبتها وتضع في معصمها مجموعة من حلقات مختلفة الالوان

نهض عمار من مكانه مستغربة لما هي ليست خائفة مثل بقية الناس ولماذا جاءت إليه تقدم مساعدة فأشرت إليه بصبع يدها بأن يخفض صوته

وقالت هامسة : إسمع …انا أعلم انك لست ذلك الشخص الذي يتحدثون عنه ولن أشرح لك الامر الآن الليلة بعد ان ينام الجميع سأتي اليك في خرابة التي تنام فيها وسأشرح لك الأمر وستفهم كل شيء وسأساعدك لخروج من هنا

تناول طعامك دون ان يراك أحد ولا تنسى ان تتخلص من الاواني حتى لا يعرف أحد من أهل القرية ان هناك من يساعدك وسنتقابل عند موعد المحدد

ذهبت الفتاة وهي مسرعة تخفي وجهها بالوشاح الذي كانت ينسدل من رقبتها وإستغرب عمار من جرأتها فقد راى فيها انها الامل القادم فشعر بنوع من الخلاص على يديها

فأخذ طعامه وشرابه وذهب في أحد أركان المنزل المهجور الذي ينام فيه وتناول طعامه بسرعة وهو غير مصدق بأن هناك شخص قد إقتنع بأنه ليس هو الممسوخ الذي يتحدث الجميع عنه وان من بين كل أهل القرية هناك فتاة واحدة صدقت ما يقول وستساعده في الخروج من هذه الورطة

تمنى لو كانت رجلا يدافع عنه أمام الجميع ويغير نظرتهم له ولكن في مجتمعنا شرقي من سيسمع لراي إمراة

ظل عمار مستيقظا طوال الليل ينتظر قدوم تلك فتاة فقد إنتصف الليل وغاب حس عن أجراء القرية سوى من أصوات بعض الكلاب التي كانت تنبح بين الحين والاخر

وفجأة سمع أقدام قادمة نحوه فنهض واعتدل في جلسته فإذا بها نفس فتاة تاتي اليه كما أخبرته جلست بعيدة عنه بضع أمتار واخرجت صرة قماشية أخرى وبها طعام وماء ووضعتها أمام عدي ثم قالت :

أعرفك بنفسي انا أسمي دليلة والشخص الذي يتحدث عنه الناس في القرية يلقبونه بعلقم اما إسمه حقيقي هو أمجد و عقلم هو كناية عن نبات ينبت هنا وله طعم مر ومن دون رائحة لا يأكله أحد وهو مكروه من حيوانات والبشر لذلك يطلقون عليه هذا الاسم عليه .

فسألها عمار قائلا : ولماذا يعتقد اهل القرية أنني هو ذلك شخص ؟

فأجابته دليلة على الفور لأنك تشبهه في كل شيء حتى في نبرة صوتك وطريقة مشيتك تشبهه وانا شخصيا لما رأيتك اول مرة إعتقدت أنك هو فعلاً فسبحان الله كانك أخوه توأم فولة وإنقسمت نصفين .

فعاد عمار يسألها قائلا : ولماذا كان أهل القرية يكرهون علقم ويصفونه بأنه ممسوخ وغول

سكتت دليلة قليلا ثم قالت : لان أرواح شيطانية كانت تسكن فيه منذ ولادته فعند الليل ينقلب الى وحش حقيقي عيناه تصبح حمراء مثل الدم وصوته يشبه زمخرة كلاب مفترسة ..يعتدي بالضرب على كل من يصادفه في ذلك الوقت وأحيانا يذهب الى مقابر وينبش جثثا الاموات

كانت عنده قوة وطاقة لا يكاد يصمد أمامها حتى عشرة رجال قوة إستمدها من الجن وكان يجبر أهل القرية على نوم منذ ساعة السابعة مساءاً وويل له من يخرج في هذاك وقت… علقم قتل كثيرا من أبناء القرية

رأح عمار يحدق طويلا في فتاة التي كانت تحكي له بحماس فسألها قائلا : وانت كيف إستنتجتي هذا فرق بيني وبينه وكيف عرفتي أنني لست هو دون عن بقية أهل القرية ؟

راحت دليلة تنظر إليه وعيناها تلمع تحت انوار مصباحها يدوي ثم قالت : لانني أنا زوجة علقم

قصة عمّار الجزء الرابع

….إستدار عمار بشكل كامل باتجاه دليلة وراح ينظر إليها وهو مندهش بعدما سمع ماقالته فسألها مستغربا انت زوجة ذلك الشخص الذي يخاف منه أهل القرية والذي يعتقدون أنه انا ؟

أجابت نعم ولذلك إستطعت أن أدرك انك لست هو في بداية عندما سمعت صراخ أهل القرية وهم ينادون بأن ممسوخ قد عاد ويجب أن تختبؤ منه أصابني خوفا شديد وتملكني نفس الإحساس الذي كنت أعيش معه

جال في خاطري أكثر من سؤال وقلت في نفسي كيف لشخص قد دفنته بيدي أنا ان يعود للحياة بعد كل هذه مدة يستحيل ذاك طبعا ثم تذكرت أن علقم كان بصورة شيطان حقيقي ويمكن ان يظهر في هيئة أخرى ويعود

ذهبت راكضة الى نافذة ونظرت منها وشاهدتك انت في ساحة تقف وتنادي على جميع من وهلة الأولى أعتقدت فعلا انك انت لكنك طباعك الهادئة هي من ميزك عنه

فلا يعقل ان يقف علقم بذلك الشكل هادئ ويترجى الناس ان تأتي اليه وتسمعه .صحيح انك تشبهه الى حد بعيد ولكنك تختلف عنه في طباع

فعاد عمار يسألها مرة أخرى قائلا : يقول ان زوجك كان غولا وممسوخ وقلت لي انت أنه على هذا الحال منذ ولادته فإسمح لي بهذا سؤال كيف قبلتي ان تتزوجي بشخص منبوذ ومرفوض من قبل الجميع بصراحة أرى ذلك الامر غير منطقي

ضحكت دليلة وقالت : لانني أنا ايضا كنت مرفوضة ومكروهة من قيل الجميع هل تعلم ان كل أهل هذه القرية يعرفون بعضهم بعض وتربط بين أغلبيتهم صلة قرابة ماعدا انا؟

لقد جئت منذ زمن الى هذه القرية ولا أحد يعرف اهلي ولا أصلي حتى أنا لا أدري من يكون أهلي وكلما أذكر ان إمراة عجوز جاءت بي الى هذه القرية وانا فتاة بعمر عشر سنوات ونشأت عندها وتكفلت بتربتي ثم بعد فترة من زمن ماتت وتركتني وحيدة في البيت واصبحت مطمعا لمعظم شباب القرية

لم يتقدم إلي أحد لزواج سوى أمجد الذي يطلقون عليه لقب عقلم فلم يكن بيدي خيار اخر سوى الموافقة عليه لا أنكر أني كنت أشعر معه بالامان والخوف في نفس وقت الامان من حيث ان كل طلباتي مجابة من قبل اهل القرية ولا أحد كان يجرؤ ان يتحدث معي بكلمة واحدة او يغلط معي

والخوف بأنني أعيش مع رجلا تسكنه أرواح شيطانية وكل يوم أرى المنكرات التي كان يفعلها مع اهل القرية ومعي ويمكن ان ينقلب علي في أي لحظة كانت حياتي صعبة معه ومع ذلك كان هو أملي وحيد

فعاد عمار يسألها قائلا : لما لم نجد جثته في مقبرة هذا الصباح فهل انت من نقلها الى مكان أخر .؟

سكتت دليلة قليلا ثم قالت لم انقلها الى اي مكان بل أحرقتها

إستغرب عمار من كلام دليلة وبدأ ينظر إليها بتعجب قائلا :

حرقتها ولماذا ؟

فأجابته على فور بقولها :كنت تلك وصية علقم هو من طلب مني ذلك قبل ان يموت بأن احرق جثته.

تنهد عمار بعمق ثم قال : وكيف مات علقم ؟

فقالت دليلة شارحة : طريقة موته كانت غريبة جدا ومرعبة لقد كان في الآونة الاخيرة يشاهد اشياء أمامه تحصل كان يتقاتل مع أشخاص لا يراهم أحد سواه ظل في ساحة عامة يصرخ ويلوح ويضرب بيديه في الهواء كان يصارع الخيال ثم دخل عندي الى بيت وملابسه ملطخة بالدماء وقال لي بأنه قد قتل كبيرهم وهم قادمون اليه من أجل قتله

لم أفهم ما كان يقصد ولم أشأ ان أساله عن ذلك خشية ان يضربني كعادته ثم اوصاني بأنهم اذا تغلبوا عليه وقتلوه بأن أحرق جثته بعد ثلاث أيام لانهم سيخرجونها من القبر ويأخذونها معهم الى واد الجن في مملكتهم

ثم فجأة بدا المنزل يرتج والاواني تتساقد وكان باب يطرق بقوة يكاد يتحطم وكان علقم يقف خلفه وهو يسنده بيديه وجسمه حتى لا يدخلوا اليه وكنت انا أصرخ وانادي بأعلى صوتي دون أن أعرف ما يحصل ثم تمكنوا من تحطيم الباب

وشاهدت رمحا طويلا يغرس في صدر علقم ويخرج من ظهره وبدات الدماء تغطي مكان وبعد قليل هدا كل شيء ورأيت جثة علقم ممدة أمامي

حتى أهل القرية رفضوا ان يغسلوه او ان يذهبوا في جنازته

فقد تكفلت بكل شيء وحدي وسحبت جثته الى مقبرة ودفنته في مكان بعيد عن قبور الآخرين وحينما عدت الى منزل وجدت الناس تقيم أفراح وهي سعيدة بموت علقم ولم اعرف حينها ماذا أفعل هل اشترك معهم في فرحة ام أعود الى بيت واكمل عدة حزن كأي أرملة حزينة على موت زوجها

فهم عمار كل قصة و أدرك ماهو سبب محنته هذه فقد وقع ضحية تشابه بينه وبين شخصا كان منبوذ ومكروه من طرف الجميع فقد كان علقم هو شبيهه الذي وجده في هذه القرية وورث منه نفس شعور الذي كان يعامل به من طرف الجميع

فسألها قائلا : حسنا واذا كيف ستساعديني على الخروج من هذه ورطة هل ستشهدي أمام الجميع بأنني لست أنا هو زوجك وتخبريهم بالحقيقة ؟

إبتسمت دليلة إبتسامة عريضة حتى كادت تبرز أسنانها بيضاء من تحت ضوء مصباحها يدوي وقالت : لا بل جئت أريد منك ان تمثل أمام الجميع بأنك انت هو زوجي وانك انت هو علقم الذي يعرفونه ….

عمار…………..

…….. صعق عمار من كلام الذي أخبرته به دليلة زوجة علقم والح ينظر اليها مستغربا مما تتقول فهو كان يأمل ان يجد عندها حلا يخرجه من هذا المأزق الذي هو فيه فأذا بها تريد ان تغرقه أكثر وتأكد للجميع انه هو ذلك الشخص الذي يخافون من الاقتراب والحديث معه

فسألها قائلا : هل جرى لعقلك شيء يا امرأة انا اريدك ان تخلصني من هذه ورطة وانت تريدين ان أجازف بنفسي وأقول لهم اني انا هو ذلك ممسوخ الذي كنتم تخافون منه ماذا الكلام الذي تقولين وكيف خطر في بالك هذا شيء ؟

فقالت دليلة محاولة ان تبين له الامر وتشرح وجهة نظرها حاول ان تهدأ وتركز جيدا في كلامي ان هذا هو حل الوحيد الذي يضمن لك ان تخرج من هنا وتسترد كرامتك من هؤلاء الذين ظلموك واهانوك واهانونني

إن إعتبارك علقم بينهم يعني انك تملك سلطة مطلقة وسيادة والهيبة والجميع يحسب لك الف حساب ولا أحد يقف في طريقك واي شخص تطلب منه شيء سينفذه لك في الحال

ولن يرد لك طلب ثم إن مسألة خروجك من القرية هي مسألة وقت فقط وتستطيع ان تخرج منها متى تشاء ولكن بعد ان تلقن الجميع درسا لن ينسوه

فأجابها عمار وهو معترضا على كلامها وقال : ومن قال لك اني اريد ان أنتقم من اهل القرية او انني أفكر في إنتقام أساسا كل ما يهمني الان هو ان اعود الى المنزل ولا اريد ان أتورط معهم بشيء اخر

لم يثني هذا الكلام من عزيمة دليلة في إقناع عمار بتمثيل دور علقم زوجها فقالت محاولة من جديد : افهمني جيدا يا عمار مسألة ليست مجرد إنتقام فقط هناك مصلحة قد نجي منها ارباح وتعود الى بيتك وانت محملا بالمال والذهب

قد كان علقم يفرض على ناس ان يدفعوا له أموال و كل شيء ومن نساء كان يأخذ خواتم وصيغ وسلاسل ذهب فإن انت مثلت هذا الدور لفترة قصيرة ستعود الى منزلك وانت محملا بالارباح والذهب الى مكان اخر

وتعيش فيه بعيدا عن هذه القرية ثم المال والذهب الذي عندي والذي أحتفظ به من ايام علقم سيساعدنا انا وانت في إنشاء مشروع مهم ونصبح اغنياء فكر جيدا ولا تضيع الفرصة

راح عمار ينظر اليها وهو غير مصدق أنها تلك المراة التي جاءت مستعطفة معه وتحاول ان تساعده فإذا بها تنقلب إلى شخص اخر يحاول ان يستغله لاطماعها الخاصة

هنا قد توضحت أمامه صورة جيدا وعرف لماذا علقم تزوج هذه المرأة فلم يكن كل ذلك بصدفة ولكن كما يقال الطيور على أشكالها تقع فسألها قائلا : اخبريني صدق يا دليلة هل كنتي تحبين هلقم هل كنتي تتمني انه لم يمت فعلا وظل حي الى الان ثم لماذا تريدي ان تجعلي مني لصا يساعدك في نهب ارزاق الناس ويتطاول عليهم

سكتت دليلة برهة ثم أجابته قائلة : مسألة انني كنت أحب علقم ام لا فسأقول لك بكل صدق أنني أحببته نعم أحببته ولا تستغرب من كلامي هذا لانه الوحيد الذي منحني الثقة والامان في هذه القرية وكان الظل الذي أعيش تحته

حتى وان كان شيطان وغولا فهو يظل زوجي والذي حماني من ظلم وتنمر اهل القرية وجعل لي مكانة بينهم اما إذا كنت اريد ان أجعل منك لصا وسارقا فلا تفهمني من هذا جانب

انا مستعطفة معك واريدك ان تخرج من هنا وتعوض الايام التي قضيتها في النوم في العراء وتعوض تعذيب النفسي الذي تعرضت له هنا صدقني انها فرصة العمر ويجب ان تفكر فيها مليا وتعيد حساباتك من جديد

انا سأتركك الآن وفي الغد مثل هذا الوقت سأتي اليك واسمع منك جواب نهائي

وقبل ان تنهض دليلة من مكانها سألها عمار قائلا ولنفترض اني لم أوفق ماذا يمكن ان يحدث ؟ .

إبتسمت دليلة إبتسامة خبيثة وقالت : لا شيء وان جاء اهل قرية يسألونني من يكون هذا سأقول لهم انك زوجي وستقضي بقية حياتك هنا منبوذ من طرف الجميع

وتنام في خرابات ولن تخرج طوال عمرك من هذه القرية تذكر كلامي وفكر جيدا في ما عرضت عليك

عمار…………..

…… ذهبت دليلة وتركت عمار غارق في مصيبة جديدة لم يكن يحسبها فحتى الامل الذي ظن انه قادم لم يكن الا سراب يريد ان يضلله اكثر ويغرق به في حيرة ويأس لكم تمنى انه لم يأتي الى هنا وظل في بيته وكف نفسه عناء

كل هذه مشاكل ولكنه النصيب والقدر وحتى تكتمل معه اكثر وجد له توأم هنا ذو تاريخ اسود في طريق واصبح هو يحمل ذنوبه فوق اكتافه ويعيش بها دون اي ذنب

وضع رأسه على حقيبته وحاول ان ينام ولكن النوم لم يعد يأتيه وسط هذه الكوراث والمصائب المتلاحقة وظل طوال الليل يقلب أفكاره ويحاول ان يصل الى حل أخر الى ان سمع صوت أذان الفجر ينادي من مأذنة القرية فنهض للصلاة لكنه تذكر حادثة التي وقعت له مع إمام مسجد

فقرر ان يعود الى مكانه والا يذهب ولكنه تذكر مقاولة كان يقولها جده عن حكايات الجن والشياطين بأنها لا تدخل مساجد ولا تقترب منها فهل يعقل ان يكون إمام مسجد لا يعرف هذه المعلومة ايضا ولماذا لم يلاحظ عليه ذلك

فنهض مرة اخرى وقرر ان يذهب فإذا وجده إمام هناك سيقتنع بأنه ليس كما يتصور

توجه عمار مسرعا الى مسجد قرية فوجد إمام يجلس وحيدا منتظرا الناس للصلاة وكان يجلس بشكل هادئ ولم يتوتر او يضطرب عند رؤيته حينما دخل من باب مسجد وكانه كان يتوقع قدومه فإستغرب عمار من ذلك وراح يقف منتظر ردة فعل إمام لكنه أشار إليه بيده وقال تعالى يا عمار إقترب

تقدم عمار بخطوات متثاقلة وهو غير مصدق ان امام المسجد ينادي عليه باسمه ولم يصفه بالملعون وممسوخ كما حدث في المرة السابقة وانه ربما قد أدرك بأنه ليس ذلك الشخص الذي يعتقده الجميع

أحس بأن الروح والسعادة قد رجعت له وأنه اخيرا قد زال عنه غمام الحيرة واليأس فوقف بالقرب من إمام المسجد وهو ينظر إليه بنظرات الامل و خلاص مما هو قادم إليه به فأشا

ر له بأن يجلس أمامه فأنزل عمار بركبته على الارض ووضع فخذيه على ساقه وجلس وهو ينتظر الى ما سيقوله له

فأدخل إمام يديه في جيب عباءته واخرج منها مفتاح وقدمه الى عمار قائلا : هذا مفتاح منزلي الذي يقع خلف المسجد من هنا تذهب اليه وتستحم وتغتسل وتتناول إفطارك وتصلي الفجر في البيت وبعد ان أكمل صلاة بالناس سأتي اليك وأحدثك في موضوع مهم

تحرك الان قبل ان يأتي مصلون يرونك هنا اخرج من باب الخلفي للمسجد وستجد منزلي مباشرة أمامك أدخل ولا تخف فلا يوجد هناك أحد

أخذ عمار مفتاح من يد إمام وذهب مسرعا الى منزله وفتح باب فوجد طاولة بها طعام إفطار الصباح ينتظره وكأنها كان معدة له مسبقا إستحم واغتسل وبعدها صلى صلاة الفجر وتناول طعامه وقبل ان يكمل إذا بباب المنزل يفتح ويدخل منه إمام مسجد

فلم يتحدث إليه بل توجه مباشرة باتجاه غرفة اخرى وقضى هناك بعض الوقت ثم عاد الى عمار وجلس بالقرب منه وقال :

أعتذر منك يا بني لانني طردتك ذاك اليوم من مسجد

فأنا كنت اعتقد بانك ذلك الملعون الذي مات قبل خمس سنوات ولا أنكر أنه بينك وبينه شبه كبير الى درجة ان كل من يراك يعتقد انك هو

َإعتدل عمار في جلسته ثم إلتفت ناحية إمام وقال : لا عليك يا حضرة إمام حصل خير ولكن كيف ادركت الان بأنني لست انا هو ؟

فأجابه إمام قائلا : لقد شككت في موضوع بعدما رأيتك تدخل المسجد وانت تحمل هيئة إنسان محترم ومعتدل وهو في بيت الله وقلت في نفسي بأن هذا سلوك لا يمكن ان يكون في شخصاً لايصون حرمة مقدسات وشرائع

ثم ان ذلك الملعون لم يقترب يوما من مسجد ولم يدخل اليه بينما انت كنت تدخل اليه ولا يبدوا عليك الارتباط والوجل حتى نظراتك وانت تحدث الناس كانت توحي بأنك صادق لذلك إطمنئت اليك وقلت يخلق من شبه أربعين ..

ولم أشاء ان اخبر الناس بحقيقتك حتى أتاكد جيدا من تكون واليوم حينما جئت عندي الى مسجد قلت أعتذر منك في بداية وبعدها سيعرف الناس حقيقتك .

أطرب هذا كلام قلب عمار وأحس بالسكينة والسعادة وكانه بات من أمنين وأسترد ثقته بنفسه وقال : اخبرني ياحضرة إمام هل كان لعلقم أهل في هذه القرية ام أنه غريب عنها ؟

فسكت الإمام قليلا وقال سوف أخبرك بقصة علقم لاكن ليس الآن حتى الغد

قصة عمّار الجزء الخامس

….. بدأ إمام المسجد يحكي لعمار قصة علقم وقال

علقم ليس إبن القرية لقد جاء الى هنا منذ زمن بعيد واذكر ان إمراة غجرية هي من أحضرته الى هذه القرية كان طفلا ليس كمثل بقية الاطفال يقتل حيونات ويتلذذ بتعذيبها

ويمارس منكرات جهارا ونهارا لم يكن احد قادر على بطشه او الاقتراب منه يده كانت صلبة كصوان يضرب بيها فيوقع اقوى رجال كان مسكون من الجن وياعوذ بالله

ثم كبر علقم هنا شيء فشيء وكبرت معه مشاكله ومصائبه لدرجة انه أصبح غولا حقيقي والسر كله يعود لتلك المراة الغجرية التي ربته في بيتها يقال انها كانت ساحرة ومشعوذة

وكانت هي من اورثته طبائع الشر والمنكر من خلال الاعمال التي كانت تعلمها اياه واغلب الظن انها هي من سخرت الشياطين والجن بجسده عن طريق السحر حتى صار كائن بشري ممسوخ مسكون بهم .

فسأله عمار مرة اخرى قائلا : وهل تزوج علقم من إحدى نساء اهل القرية ؟

سكت إمام وراح ينظر إليه عميقا ثم اردف قائلا : ولماذا سألتني هذا سؤال ؟

تنحح عمار قليلا ثم قال : لانه يامولانا قد جاءت عندي زوجته ليلة البارحة وعرضت علي ان أساعدها في أمر مهم مقابل ان تساعدني هي في خروج من هنا

و كانت تحاول ان تجعلني ابدوا أمامكم بانني انا هو علقم من أجل اجمع المال من اهل قرية وأستغل غفلتهم واعتقادهم بأنني انا هو علقم.. ويخافوني مني ويقدمون لي ما أطلب .

فسأله إمام قائلا : وبماذا أجبتها انت ؟

رفضت طبعا فلا يمكن ان أتحول الى لص وقاتل كما كان يفعل ذلك الشخص الذي تصفونه بانه ملعون

انا ياحضرة إمام قد دخلت الى هذه القرية بخطأ كنت ابحث عن صديق قديم يدعى خالد اعرفه منذ ايام خدمة العسكرية ولا علاقة لي بكل الذي تعرفونه فلا يعقل ان اسلمها نفسي حتى تجعل مني لصاً وقاتل

وحتى لو بقيت هنا منبوذا بينكم فأنني لن ارث من ذلك الشخص الذي يشبهني أفعاله قذرة يكفي ما لقيته من مصائب بسبب شبه الذي بيننا وهي ترديني ان اتشبه حتى بطباعه

إبتسم إمام مسجد وقال : بارك الله فيك لا أنكر اني أعجبت بك فيا سبحان الله هناك فرق بين ثرى وثريا رغم تشابه كلمتين فثرى هو ندى الارض والثريا هي نجوم العاليا في السماء والتي يشع بريقها كل ليلة مع بداية مغيب

وهذا هو الفرق بينك وبين علقم وما حصل لك مع عقلم لم يكن الأ ما صدفة وقعت بين توأم القدر .

إستغرب عمار من الجملة الاخيرة فقد سمع هذه الجملة من قبل وراح يفكر من اين جائت اليه ومن أين سمعها وسأل الامام قائلاً : توأم القدر من اين سمعت بهذه الكلمة يا حضرة إمام ؟

إبتسم إمام إبتسامة مشرقة وقال : من إمراة تدعى دليلة يابني دليلة التي جاءت إليك البارحة لم تكن زوجة علقم كما أخبرتك انها ابنة اختي

عمار………….. ????????????????????????????

إنقلب كل شيء في ذهن وعقل عمار ولم يعد يفهم ما يجري من خلفه ولا من حوله وراح ينظر الى إمام مسجد في صدمة وذهول وكأنه بات أطرش وأعمى في حفلة عرس لا يعرف ما يدور فيها

فكل يوم يتفاجئ بشيء جديد في هذه القرية التي أصبحت تخبيء له الكثير من الأسرار والمفاجأة (وفي كل جزء تتفاجؤو انتم ايضا متتابعين قصة عمار)

فنطق عمار بصوت متعرج يسأله قائلا: هل قلت لي ان دليلة ليست زوجة علقم ؟

حرك إمام رأسه بالايجاب وهو يحدق مبتسما في عمار ويتأمل مشاهد صدمة ودهشة وهي تعصر وجهه وقال :أجل دليلة ليست زوجة علقم

فتح عمار فمه محتارا مما سمع وأدرك ان كل ذلك كلام الذي قالته له عن علقم كان كذب فعاد يسأله مرة اخرى قائلا :

ومن تكون دليلة ؟

ضحك إمام بصوت منخفض وهو يراقب دهشة عمار الذي أحس بأنه صدم بخبر وقال : دليلة هي إبنة اختي انا وهي من أعدت لك هذا الطعام وهي الان مع زوجتي في منزل أهلي وانا من أرسلتها لك حتى تتحدث معك على أنها زوجة علقم

عمار…………..

……. تجمد عمار في مكانه ولم يعد يصدق ما يسمع وراح شاخصا بصره في إمام المسجد وعلامات تعجب تدور حول رأسه وكأنه لم يعد يستوعب ما يحصل خلف كواليس فسأله بصوت مصدوم قائلا : ولكن لماذا فعلت كل ذلك يا حضرة إمام ؟

تربع إمام مسجد في جلسته وقال شارحا :بعدما أدركت بأنك لست انت علقم خشيت ان تكون انت أخوه او أحد اقاربه يحاول ان يتسلل بيننا وينتقم له او يحاول يبحث عن المال الذي كان علقم يجمعه من أهل القرية ويسرقه منهم

فقلت لا بدا من ان أتبين نوياك جيدا وان تبقى في نظر الناس على أنك هو علقم حتى اعرف الحقيقة. فاتفقت مع إبنة اختي دليلة على ان تذهب اليك وتقدم اليك طعام وتأخذ معك موعدا بعد ان ينام الجميع

وتأتي اليك لتتفق معك على تمثل دور زوجها أمام الجميع وبعد منتصف الليل احضرتها اليك وكنت انا واقف خلف جدار أستمع لكلامكم وقد سمعت كل حوار الذي دار بينكما وارتحت بأنك لست هنا من أجل الانتقام او الطمع في المال

وتأكدت بان كل مافي موضوع هو مجرد تشابه ليس إلا وبعد اذان الفجر دخلت الي قادم من هناك لان ضميرك الحي لن يدعك تنام وستلجىء اخيرا الى بيت الله وها انت الآن في منزلي وقد عرفت كل شيء

أحس عمار بأن صدره ينشرح وانا غمام الحيرة قد بدا ينقشع وقد إتضحت له كل رؤيا وفهم كل ما كان يدور من حوله فضحك على نفسه وعلى ما جرى معه وهو غير مصدق بالمقلب الذي وقع فيه وقال : أتعلم ياحضرة إمام كنت أفكر في أنك اذا ما طردتني مرة أخرى من مسجد بأن أخذ دابة من اهل القرية واركب عليها واقطع بها طريق العودة

ولن أبقى هنا ثانية واحدة ولكن جميل بانك قد إستقبلتني وشرحت لي كل شيء فعلي الاقل لن أذهب وانا محبط وغافل ولكن أخبرني كيف مات علقم فقد حكت لي دليلة قصة موته فهل مات كما اخبرتني هي فعلاً ؟

فأجابه إمام مسجد شارحا : لا فعلقم مات بطريقة شنيعة جدا ولا أحد شاهد كيف مات سوى انا وسأخبرك بها بشرط لا تحكي لأحد من اهل القرية ولا أحد أخر سواك يعلم بهذه قصة

كان ذلك في إحد الليالي حينما كان يجبر علقم اهل القرية بأن يدخلوا لمنازلهم ويظل وحده يتجول في أرجاء القرية اذكر حينها انني نهضت لقيام الليل

وكان ذلك قبل يوم واحد من شهر رمضان شاهدت من نافذة منزلي هذه التي تطل على ساحة القرية ثلاث رجال يرتدون عباءات بيضاء ووجهم يشع كالنور وهم يدخلون من جهة الامامية للقرية

وكانوا يمشون بخطوات ثابته وملامحهم لا تظهر رغم انهم كانوا قطعة من ضوء قمر ولما رأهم علقم صرخ من الخوف والرعب وكأنه كان يعرفهم فهذه اول مرة أشاهد علقم وهو خائف ومرعوب فأمسكه أحدهم من يديه اليمنى والاخر من يديه اليسرى ثم جاء الشخص الثالث وغرس شيء في قلب علقم وتركه طريحا على الارض وبعدها اختفوا في لمح البصر

كانت اقدامي ترتعد من الرعب من رؤية هذا المنظر وانا أتساءل من يكون اولئك الثلاثة الذين دخلوا الى القرية وقتلوا علقم وبينما واقف في حيرة اذا بي أسمع صوت قادم من بعيد وكان صوت الاذان فعرفت من يكون اولئك

وفي صباح إستيقظ اهل القرية واذا بهم يجدون جثة علقم ممدة في ساحة والغريب انه لا توجد اي اثار للدماء او خدش على جثته رغم انني متاكد اني لمحتهم وهم يدخلون شيء في جسده ثم حملناه وأخذناه للمقبرة لدفنه وحينما حفرنا قبره فاذا بصوت يأتي من خلفي ويقول لي لا تصلي عليه التفت الى مصدر صوت فلم يكن هناك اي أحد

وبينما نحن عائدين الى منازلنا شاهدت شيء يدخل الى قبر علقم فعرفت انهم جاؤو لاخذ جثته وما ان جئت اتكلم حتى نادى علينا نفس صوت قائلا اكمل طريقك ولا تنظر خلفك وهذه كانت قصة نهاية علقم

قصة عمّار الجزء الأخيـــر

…… توضحت الصورة لعمار وعرف كل شيء وأدرك ما مدى الفاجعة التي وقعت مع علقم والتي نال منها حتى هو نصيبه بسبب ذلك الشبه الذي بينهم نظر الى ساعته فوجدها تشير الى الثامنة صباحا وقد حان موعد العودة الى منزله فقد كانت ثلاث ايام التي قضاها في قرية من ذكريات التي لن ينساها طوال حياة

فخاطب إمام قائلا : هل سأجد هنا سيارة اجرة تنقلني الى منزل ام ان الجميع لا يزالون خائفين مني

ضحك إمام بصوت عميق وقال : لالا إطمئن فقد زال الخوف وعرف الناس كل شيء لقد شرحت لهم ذلك في صلاة الفجر ونتمنى منك ان تعذرنا على ما بدى منا ونأمل ان تبقى معانا لثلاث ايام اخرى نعوضك فيها على تلك الأيام السوداء التي قضتها معانا

فأجابه عمار قائلا : يشرفني ذلك ولكن تنتظرني اشغالي

في مدينة ولا يمكن ان أتاخر وسأذهب اليوم فربما قد اتي يوم ما لزيارتكم فانا وجهي قد صار مألوف عندكم

ادخل إمام يديه في جيبه وأخرج منها محفظة وقال : وهذه محفظتك التي ضاعت منك في سيارة الاجرة فقد ارسلها لي سائق مساء البارحة

اخذ عمار محفظته الضائعة وقال : ليتني سمعت كلام سائق منذ البداية وادركت انني قد دخلت الى قرية بالخطأ فهو قد اخبرني بأنه لا يوجد هنا اي شخص يحمل إسم خالد

وربما كان يعرف عن قصة علقم لذلك قد تظاهر بأن عجلات سيارة مثقوبة فلم يشأ ان يدخل بي الى هنا ويراه الجميع معي

ضحك إمام مسجد وقال :ربما هو كذلك على كل حال هو الان ينتظرك عند مدخل القرية ستجده هناك ويخبرك بكل شيء

اخذ عمار حقيبته وودع إمام وشكره على إستقباله وخرج من المنزل متجها الى مدخل القرية فوجد صاحب سيارة أجرة ينتظر هناك وما ان فتح عمار باب حتى خاطبه سائق مازحاً :

اهلا بعودتك اتمنى انك قد قضيت رحلة ممتعة مع أهل القرية

فأجبه عمار في سخط وغضب : جدا خاصة انني وجدت سائق لعين وماكر مثلك يأتي بي الى هنا لما لم تخبرني عن قصة علقم حينما لم أركب معك من بداية ؟

ضحك سائق وقال : في بداية اعتقدت انك انت هو ولكن لما سقطت منك محفظتك هذه ونظرت الى إسمك ادركت انه مجرد تشابه فأحببت ان ادعك تكتشف بنفسك هذا وتعيش المغامرة

انطلق السيارة عائدة بعمار الى منزله وهو يحمل معه ذكريات من اصعب واغرب الذكريات التي عاشها في حياته ولم يكن يصدق بأنه قد خرج منها وستبقى في ذاكرته مهما مرت الايام والسنين

فتح باب منزله ودخل هو يتأمل ارجاء البيت في سرور وكانه كان غائب عنه مدة عشرين وكل ذلك بسبب خطا في عنوان لانه لم يقرا رسالة صديقه جيدا

فاتجه ناحية الخزانة واخذ تلك الصندوق الخشبي من جديد لو كنتم تتذكروه بدأت به القصة وفتحه وراح يبحث عن رسالة حتى يتأكد من إسم القرية التي اخبره عنها صديقه خالد

وبينما هو يقلب في صندوق وقع نظره على صورة قديمة اخرجها فوجد بانها صورة لطفلين توأمين في عمر ثلاث سنوات او اكثر وكان يجلسان بالقرب بعضهما البعض

ثم قلب الصورة فوجد رسالة مكتوبة على ظهرها بخط أمه المتوفية وهي تقول فيها : إبني عمار وصيتي لك بعد ان تكبر لا تنسى ان تذهب وتبحث عن اخيك التوأم أمجد

يعني ان علقم هو اخاه التوؤم……. النهاية