قصة رائعة حكاية من الزمن الجميل عاش الشاب مع والديه العجوزين في كوخ بسيط

حكاية من الزمن الجميل عاش الشاب سرور ذو القلب الطاهر والخلق الرفيع مع والديه العجوزين في كوخ بسيط عاش الشاب سرور ذو القلب الطاهر والخلق الرفيع مع والديه العجوزين في كوخ بسيط ..

يعمل سرور مزارعا في ارضهم الصغيرة سعيدا مرحا طوال الوقت كان يجلس والديه على كرسيين مقابل الكوخ وينطلق للعمل امامهما في الحقل بنشاط .

قال له ابوه يوما :لماذا لا تنطلق الى المدينة وتبحث عن مستقبلك وعن بنت الحلال ؟

ومن سيعتني بكما من بعدي ؟ انت وامي تاج رأسي لن اتخلى عنكما ابدا وساظل خادما تحت اقدامكما ما حييت .

ثم قبل سرور ايادي والديه وعاد للعمل في الحقل ..

حتى جاء اليوم الذي توفيت فيه والدته ثم تبعها والده بعدها بايام فشق الحزن على سرور وقام بدفنهما كما يليق في الحقل في قبرين متجاورين .

بعد ان اضحى وحيدا حمل سرور متاعه وقرر الرحيل صوب المدينة وكانت الرحلة طويلة تشمل براري واسعة واراضي مجهولة لم يطاها من قبل انسان .

سار سرور على بركة الله وبعد ساعات من المسير صادف عجوزا تحاول عبور جدول ماء صغير وهي تحمل صرة كبيرة لكن الماء كان سريع الجريان ما سبب لها القلق والارباك فتقدم اليها سرور وسلم عليها وعرض عليها المساعدة بادب كي لا تفزع منه كونه غريب ، فقبلت العجوز ..

فقام سرور بحمل الصرة على رأسه واجتاز بها الجدول فتبعته العجوز وهي شاكرة له صنيعه وارادت ان تحمل عنه الصرة فأبى سرور الا ان يكمل صنيعه ويوصل الحمل الى حيث تريد العجوز فكان الامر كذلك امام خجل العجوز وامتنانها ..

حتى اوصلها سرور الى بيتها الذي كان عبارة عن كوخ عتيق … ارادت العجوز ان تكافئ سرور فنظر الاخير الى كوخ العجوز وقال في نفسه :اي مكافئة تتحدث عنها هذه العجوز وهي تعيش في هذا المكان المتداعي ؟

قالت العجوز :ليس الامر كما ذهبت يا بني … مكافئتي لك ستحصل عليها بعد حين ولكن عليك بالصبر و ان تسمع كلامي وتنفذه حرفيا وستنال خيرا عظيما لم تكن لتحلم به ولكن … كما قلت لك يجب ان تنفذ الامر كما اقول والا انقلب الامر وبالا عليك .

ابتسم سرور وقال :مهما يكن الامر يا سيدتي

قالت العجوز بحدة :لا تتهاون بالموضوع الامر خطير ولا يتعلق بك وحدك بل بمستقبل هذه البلاد …

حسنا يا سيدتي لقد اثرت اهتمامي ربما انك لا تعرفني ولكني كنت انتظرك طوال حياتي … يا سرور …

دهش سرور وقال :من اين تعرفين اسمي ؟

انا لست عجوزا عادية … انا من سلالة قديمة مهمتها الوحيدة حفظ توازن هذا العالم … وكنت بانتظار شاب طيب القلب نقي السريرة حتى يصبح سلطان هذا العالم .

ازدادت دهشة سرور من كلام العجوز وجال في خاطره انها عجوز خرفة اذ كيف له وهو الضعيف الفقير ان يصبح سلطانا !!!

اردفت العجوز :انا لست خرفة ونعم باستطاعتي قراءة الافكار فامسح عن وجهك نظرة الدهشة الغبية هذه لان امامك امور اعجب واغرب وانت تحتاج الى كامل تركيزك .

اعتذر سرور وقال :حسنا يا اماه هاتي ما عندك ..

انطلق من هنا غربا حتى تصل الى السنديانة الكبيرة … عندها امكث هناك حتى المساء وراقب السماء الى ان ترى الشهاب الذي سيظهر لك فاتبع مساره الى ان تصل الى ( مربض الشيطان ) …

ماهذا المكان ؟ وكيف اعرف اني وصلت اليه ؟

اذا آلمك رأسك بشدة فاعلم انك داخل مربض الشيطان وهو مكان تجتمع فيه ليلا أفتك شياطين هذا العالم على هيئة حيوانات مخيفة بداية كل شهر قمري …

وهذه الليلة هي بداية شهر قمري فاسرع الان وحاول الوصول الى مربض الشيطان قبل انتصاف هذه الليلة أي قبل اجتماع الشياطين .

بلع سرور ريقه بصعوبة من هول ما سمع وقال :يا عجوز أتقي الله انا بمجرد سماع هذا الكلام كدت ابلل سروالي … وانت تريدينني ان احضر اجتماع افتك شياطين الدنيا !!!

كما قلت لك اذا نفذت كلامي حرفيا فلن يصيبك مكروه … والان هيا انطلق واحضر اجتماعهم وعندما تجد نفسك في مربض الشيطان فلا تتحرك ولا تنطق بكلمة حتى ينتهي الاجتماع … هيا امضي على بركة الله .

لماذا انا ؟

اخبرتك اني لست بأمرأة عادية ، لقد توسمت فيك الخير ، كما اني ارى هالة بيضاء غير عادية حولك منشاها نقاء روحك … بالاضافة الى …

– بالاضافة الى ماذا ؟

اجابت العجوز على مضض :الى اني الاخيرة من سلالتي ولم يعد هناك في العمر بقية لانتظار شخص بمواصفاتك …

اذن … الامر لا يتعدى التكهن … وانت تريدينني ان اكون انا ذلك الشخص لمجرد ان العمر داهمك وتريدين ان تجربي باقرب شخص تصادفيه ارواءا لشغفك بالموضوع …

ليس الامر كما تقول …

لكني …. لا تقاطعيني رجاءا … لكني مع ذلك سافعل ما اردتيه لان ابي علمني انني اذا صنعت معروفا لاحد ان اتم معروفي ولو كان فيه هلاكي … لست انا ابن والدي ان تراجعت عن معروف صنعته …

قال سرور ذلك ثم مضى غربا الى حيث اشارت العجوز التي اخذت تنظر اليه بفخر واعجاب واكبار والامل انه سوف ينجح في حضور الاجتماع حتى غاب عن ناظريها …… يتبع

حكاية من الزمن الجميل

سرور في مربض_الشيطان الجزء الثاني

……. بعد ساعات من المسير المتواصل بلغ سرور شجرة السنديانة الكبيرة التي كانت تشمخ وحيدة على تلة صغيرة … فاستلقى سرور متعبا تحت ظلها واخرج متاعه فأكل القليل من الزاد واروى ضمأه ثم انتظر حلول المساء …

فلما حل طفق سرور يرقب السماء بناظريه محدقا بالنجوم التي بدات تثقب سجادة الليل بلمعانها الاخاذ …

وهنا خطف شهاب ثاقب مزق جنوب السماء فاستأنف سرور المسير نحو الاتجاه الجديد …

كان الجو يوغل في العتمة بينما كان سرور يخترق الاحراش مبعدا الاغصان المتشابكة بيديه ثابتا في مسيره لا يحيد عن مساره وفجأة هوى ساقطا داخل حفرة غفل عنها بسبب الظلمة

فتدحرج سرور داخلها حتى ارتطم راسه بشيئ ثقيل فتحسسه فاذا هي جمجمة انسان فذعر سرور وتراجع الى الخلف ونظر حوله فاستطاع ان يميز رغم الظلام انه يقف وسط اشلاء من هياكل عظمية عديدة فازداد خوفه واشفاقه على نفسه ثم امسك رأسه متألما من شدة الوجع جراء السقطة وهنا …

تذكر سرور كلام العجوز عن ان علامة الوصول الى مربض الشيطان هو ألم الرأس فتسائل في نفسه :

ياترى هل هذا هو المكان ؟ ام ان ألم رأسي مجرد صدفة ؟

تطلع سرور حوله يفكر بطريقة للخروج من الحفرة وهنا … حصل فجأة سكون غريب حيث اختفت اصوات الغابة من حشرات وغيرها وبدأ سرور يسمع صوت وقع اقدام ثقيلة ترجرج الارض وتقترب شيئا فشيئا حتى توقفت عند حافة الحفرة فلصق سرور نفسه بجدار الحفرة اسفل الشيئ الواقف حتى لا يراه وكتم انفاسه وجمد مكانه منتظرا ما سيحصل …

كان القادم عبارة عن اسد ضخم جدا كريه المنظر يرعب اشجع الشجعان بمجرد النظر اليه ..

لكن سرور كان محظوظا لانه في موقع يمنعه من رؤيته ..

ومع ذلك فأن حجم الرعب الذي داخله بمجرد سماع صوت تنهد الاسد لا يعلمه الا الله ، وهنا اطلق الاسد زئيرا مخيفا فكاد يغمى على سرور لولا ان تماسك نفسه …

وعلى اثر ذلك الزئير حضرت ثلاث حيوانات اخرى نحو موقع الحفرة وهي نمر وذئب وابن آوى وكل تلك الحيوانات كانت من الضخامة بحيث تبلغ ضعف الحيوانات العادية لانها في الواقع كانت شياطين تأخذ اشكال مختلفة حسب رتبها في عالم الشيطنة ..

وكان كبيرها هو الاسد ويدعى ( كثرائيل ) الذي تكلم بصوت خشن فهمه سرور بوضوح :

لنبدأ اجتماعنا بسرعة ونغادر لأني جائع ابدأ انت يا ابن آوى .

ضحك ابن آوى ضحكة مزعجة ثم قال :بينما كنت اربض تحت شجرة الكستناء واذا بي اسمع صوت غرابين يتهامسان بسمعي المرهف وهما اعلى الشجرة حيث قالا امرا مذهلا …

تحمس الذئب وقال :

هااااه ماذا قالا ؟؟؟

اعاد ابن آوى ضحكته المزعجة ثم اردف قائلا :

قالا ان هناك في الجنوب حقلا صغيرا مهملا معروف

بوجود شجرة ارز ضخمة ميته فيه وان مالك الحقل لا يعلم ان هناك بالقرب من الشجرة اسفل الارض يقبع قبو مخفي مليئ بنفائس الجواهر واكداس الذهب .

قال كثرائيل :دورك يا ذئب .

عوى الذئب وقال :عوووووو أما انا فقد حللت لغز الفروة الذهبية …

كان النمر جاثما فلما سمع بذلك نهض وقال :

لا … لا لا لا …. غير معقول !!!! أفعلت ذلك حقا ؟؟؟

– نعم يا صديقي لقد فعلتها …

فلقد عثرت على موقعها بل وشاهدتها بام عيني واتضح انها مخبأة في كهف في اعلى جبل من جبال ممالك الببر بعيدا في الشمال حيث الصقيع والبرد القارص جدا هناك في الاعلى لذلك لم يهتدي لها اي انسان …

اضافة الى انه يقبع في ذلك الكهف مخلوق شيطاني مقيت عبارة عن نسر ضخم باربع ارجل يحرس الفروة منذ دهور .

قال النمر :اظن انه قد حان دوري ..اما انا فقد اهتديت الى موقع البساط الطائر الذي يحملك بسرعة البرق الى اي مكان تريد بمجرد ان تهمس بأسم المكان بعد جلوسك على البساط …

انه محشور داخل قلب شجرة دردار عملاقة قرب بحيرة تسمى بيكال .

هنا قال كثرائيل :بالنسبة لي فقد استطعت ان اجد ينبوع شبيه بماء الحياة ، من يشرب منه يشفى من اشد الامراض المستعصية …

انه داخل مغارة اسفل جبل الصوان تحرسه ساحرة شريرة لا تدع احدا يصل اليه ابدا …

والان بعد ان انتهينا ملتقانا في الشهر المقبل … انا جائع جدا اتمنى ان اعثر على بشري وافترسه …

كان سرور ما زال في الاسفل يصغي باهتمام بالغ لما يدور حتى سمع جملة كثرائيل الاخيرة فاخذت مفاصله تضطرب فرقا الى ان غادرت الحيوانات وعادت الغابة تضج بالاصوات علامة على زوال الخطر ..

فتنفس سرور الصعداء ونظر حوله وكان عمود الفجر قد انبلج فشاهد جذور بعض الاشجار القريبة ضاربة باطنابها الى داخل حفرة مربض الشيطان فتسلقها صعودا حتى خرج اخيرا فجلس يلتقط انفاسه ..

ثم واصل مسيره نحو المدينة حتى بلغها فدخلها وسار في شوارعها ..

وكان يحكم تلك المملكة المترامية الاطراف سابقا سلطان عرف بعدله فلما مات اوصى بالحكم لابنته الوحيدة ولمن تختاره زوجا لها ..

ولما كان عمرها سبعة عشر ربيعا فقد جعل ابن عمه وصيا على الحكم حتى تبلغ الاميرة واسمها ثريا …

لكن ابن العم كان خائنا فطمع بالحكم فكان ان قام بدس سم عجيب لا علاج له في شراب الاميرة فلزمت الفراش في غيبوبة بانتظار الموت …

وتظاهر ابن العم بالحزن وقام باحضار اشهر الاطباء لعلاجها ليغطي على جريمته لعلمه بعجزهم عن شفائها ..

لاحظ سرور ان المدينة يخيم عليها الحزن ولما استفسر عن ذلك علم بقرب وفاة الاميرة المحبوبة وعجز جميع الاطباء عن علاجها وهنا تذكر سرور ما قاله كثرائيل من امر ينبوع الحياة فقال في قرارة نفسه :

هل هذا معقول ؟ هل ان جميع ما مررت به في مربض الشيطان يقودني الى هذه اللحظة ؟ وهو ان شفاء الاميرة قد يتحقق على يدي ..

لم ينتظر سرور كثيرا بل سارع باتجاه جبل الصوان خارج المدينة حتى بلغه بواسطة حصان اشتراه بما معه من مال من المدينة ………….. يتبع

حكاية من الزمن الجميل

سرور في مربض الشيطان الجزء الثالث

….. لاحظ سرور ان المدينة يخيم عليها الحزن ولما استفسر عن ذلك علم بقرب وفاة الاميرة المحبوبة وعجز جميع الاطباء عن علاجها وهنا تذكر سرور ما قاله كثرائيل من امر ينبوع الحياة فقال في قرارة نفسه :

هل هذا معقول ؟ هل ان جميع ما مررت به في مربض الشيطان يقودني الى هذه اللحظة ؟ وهو ان شفاء الاميرة قد يتحقق على يدي ..

لم ينتظر سرور كثيرا بل سارع باتجاه جبل الصوان خارج المدينة حتى بلغه بواسطة حصان اشتراه بما معه من مال من المدينة …………..

…..دار سرور حول سفح الجبل فشاهدته امرأة عجوز فسألته عن مقصده فاخبرها انه ينشد مغارة مخفية في الجبل

فقالت العجوز :لا توجد مغارات في هذا الجبل عموما اذا كنت متعبا فتعال واسترح في بيتي انت في ضيافتي

شك سرور في امر هذه المرأة لكنه قرر ان يجاريها حتى يبلغ ما يصبو اليه .

تبع سرور المرأة الى بيتها المنعزل عند سفح الجبل فشاهد منزلا جميلا وسط بستان اخضر يعبق بالروائح العطرة فغره الامر بدخول المنزل فترجل عن حصانه ودخل البيت ..

وهنا …. فوجئ سرور بالعجوز وهي تهجم عليه من الخلف وهي ماسكة بمنجل عريض النصل فحاول ان يتفاداها لكنها نجحت بتمزيق كتفه الايسر فسقط سرور مرعوبا واخذ يزحف مبتعدا عنها لكنها واصلت الهجوم وهي تزعق وقد اتقدت عيناها جمرا فتيقن سرور انها الساحرة المزعومة حارسة الينبوع وان هلاكه على يديها لا محالة …

رفعت الساحرة منجلها تبغي ارسال طعنة الموت فاغمض سرور عينيه …

لكن في تلك اللحظة انقض حصان سرور على الساحرة وارتطم بها من الخلف وهو يصهل عاليا فسقطت الساحرة على وجهها فسارع سرور وحمل المنجل وارسل ضربة للساحرة فمزق جانبا من عنقها فصرخت الساحرة وامسكت عنقها تغطي الدم المندفع بغزارة وركضت هاربة خارج البيت …

وهنا تغير كل شيئ يراه سرور اذ كانت العجوز قد سحرت عينيه برؤية كل ما حوله جميلا لتغريه بدخول المنزل الذي كان ليس سوى كوخا قبيحا تنبعث منه روائح كريهة للغاية

خرج سرور خلف الساحرة فشاهد البستان وقد تحول الى مزبلة …

واصل سرور سعيه اثر العجوز متتبعا أثر الدم حتى قاده الى ثقب في الصخر مغطى بالنبات فولج فيه حاملا المنجل فشاهد الساحرة تحاول ان تشرب من ينبوع ذو مياه رقراقة صافية …

فسارع بامساكها من الخلف و جذبها بعنف فسقطت على ظهرها لكنها واصلت الهجوم باستماتة فاضطر سرور ان يضربها هذه المرة بالمنجل ضربة اقتلعت رأسها من فوق كتفيها …

اقترب سرور من الينبوع واغترف منه غرفة وشربها فاذا به يشفى حالا من جرح كتفه وكأنه لم يصب على الاطلاق ..

سر سرور سرورا بالغا وملأ قنينة من ماء الينبوع وخرج من المغارة فشاهد حصانه ينتظره فمسح على عنقه وقال :

انا ممتن لك يا رفيقي فقد انقذت حياتي مع انك لم تقابلني الا اليوم فشكرا لك .

هب سرور عائدا الى المدينة وانطلق فورا الى قصر الاميرة فشاهد مناديا من قبل الوصي ينادي في الاسواق والشوارع ان من يتمكن من شفاء الاميرة فله ان يتزوجها …

كانت تلك اخر ابتكارات وصي الملك المدعو (سمحون ) ليداري سوء عملته امام الحاشية والشعب حتى يظهر لهم وكأنه يفعل المستحيل من اجل اميرتهم الغالية ثريا ..

تقدم سرور من البلاط واعلن انه قادر بمشيئة الله على شفاء الاميرة فتم ابلاغ سمحون بذلك فدهش سمحون على سرعة استجابة الناس لكنه صاح :هذا متوقع … سياتي كل من هب ودب ليجرب خلطاته المنزلية في فم الاميرة …

يجب ان نعدل من صيغة النداء … ان من يفشل في علاج الاميرة ستقطع رأسه … نعم هذا جيد … هذا سيجعلهم يفكرون الف مرة قبل القدوم الى البلاط … اذهبوا واعلنوا ذلك الان .

ذهب الحرس ثم عادوا بعد قليل واخبروه ان الشخص الذي جاء قبل قليل مازال يريد علاج الاميرة حتى بعد ان سمع بالاعلان الجديد ..

سخر سمحون من سرور وسمح بادخاله الى غرفة الاميرة يتبعه السيافون وهم متهيئون للاقتصاص منه حال اخفاقه ..

لم يكن سرور خائفا على غير العادة بل كان واثقا ومتحمسا حيث عمد بلا تردد الى سكب عدة قطرات من قنينة الماء العجيب في فم الاميرة ..

كانت يداه ترتجفان ليس من الخوف بل لانه لم يقترب من هكذا جمال اخاذ في حياته رغم وجه الاميرة الشاحب ..

مرت عدة لحظات كانت عصيبة على سرور لانه لم يحدث شيئ حتى الان فوضع السيافون قبضاتهم على مقابض سيوفهم وجردوها من اغمادها واتجهوا نحو سرور ….

قفوا مكانكم ..

تطلع الجميع بدهشة الى مصدر الامر فشاهدوا الاميرة وقد فتحت عينيها ورفعت راسها فضج المكان بهتافات الفرح والاعجاب وركض بعض الاطباء المتواجدين نحو الاميرة لمعاينتها فاطبقوا جميعا على سلامتها التامة …

اما سمحون فقد كان وقع الخبر عليه كالصاعقة فتزلزلت اركانه لكنه عاد واستجمع رباطة جأشه وارسل في طلب سرور فتم اخراج سرور من جناح الاميرة قبل ان يتمكن من مقابلتها ..

اثنى سمحون على سرور واخذ يسأله عن وضعه المادي ونسبه فلما علم انه ابن مزارع معدم استشاط غضبا وقال :

لن اسمح لأبن مزارع ان يتزوج الاميرة سنهبك مكافأة مالية وسترحل من هنا ..

خرج سرور من القصر مطأطأ الرأس يفكر فيما سيفعله حتى قال :اذا كانت المادة هي مطلب سمحون فأنا اعرف اين اجدها ..اتجه سرور من فوره جنوبا الى موقع الحقل الذي سمعه من ابن آوى وهناك

سأل عن مالك تلك الحقول في المنطقة حتى اهتدى اليه وكان مرابيا سيئ السمعة فساومه سرور على بيع حقل شجرة الارز الميتة اليه فاخبره الرجل بانه حقل مهمل لا نفع فيه لكن سرور اصر على شرائه …

وفي النهاية اقتناه سرور بعد ان دفع مال المكافئة ..

اول ما فعله سرور في حقله انه اتجه الى الشجرة المنشودة يحمل رفشا وشرع بالحفر قربها وحولها …

مضت عدة ساعات وهو على تلك الحال يحفر بلا كلل او ملل حتى بدأ اليأس يتغلغل الى قلبه ..

فتذكر الاميرة ثريا وكيف انها توشك ان تصبح زوجته ..

تلك الحسناء الباهرة الجمال فشمر سرور عن ساعديه وواصل الحفر حتى فجأة اصطدم الرفش بقطعة معدنية فتحسسها سرور فاذا هي حلقة حديدية متصلة ببوابة خشبية صغيرة فازاح سرور التراب عنها ثم ربط فيها حبلا وبمساعدة من حصانه تمكن من فتح البوابة …… يتبع الجزء الأخير

….. اول ما فعله سرور في حقله انه اتجه الى الشجرة المنشودة يحمل رفشا وشرع بالحفر قربها وحولها …

مضت عدة ساعات وهو على تلك الحال يحفر بلا كلل او ملل حتى بدأ اليأس يتغلغل الى قلبه ..

…… تذكر سرور الاميرة ثريا وكيف انها توشك ان تصبح زوجته تلك الحسناء الباهرة الجمال فشمر سرور عن ساعديه وواصل الحفر حتى فجأة اصطدم الرفش بقطعة معدنية فتحسسها سرور فاذا هي حلقة حديدية متصلة ببوابة خشبية صغيرة فازاح سرور التراب عنها ثم ربط فيها حبلا وبمساعدة من حصانه تمكن من فتح البوابة ….

نظر سرور الى داخلها فرأى درجات سلم تقود للاسفل فاشعل فانوسا وهبط السلم حتى وصل الى حجرة تتلألأ بالانوار فاذا هي مملوئة باكياس الذهب والاحجار الثمينة فنط سرور من شدة الفرح وانزاح عنه كل هم وترح ثم صاح بعلو الصوت :

جئتك يا ثرياااااااااا

في اليوم التالي كان موكب مهيب يتجه الى بلاط القصر فيه عدد من الخدم يحملون سلالا مختومة فوق رؤوسهم يتقدمهم سرور على حصانه وقد ارتدى انفس الثياب وطلب مقابلة سمحون فاذن له ..

فلما شاهده سمحون لم يصدق عينيه وبطلت حجته ولم يبق لديه عذر في رد سرور بعد ان كشف سرور عن السلال فاذا هي مليئة بجواهر يخطف بريقها الابصار فدهش جميع الحاضرون من حاشية البلاط ثم نظروا الى سمحون ماذا سيصنع ..

اطرق سمحون ارضا ثم قال : لقد برهنت يافتى للتو انك ذو حسب رفيع … لكن يبقى لك ان تحضر مهر الاميرة

قال سرور :

هل هذه الجواهر لا تكفي ؟ سأحضر مثلها غدا يا مولاي ..

هذه الجواهر دليل على حسبك وجاهك كما قلت لك .. اما مهر اميرتنا الغالية ثريا فشيئ مختلف ، انت على وشك ان تصبح ملك البلاد لذا يجب ان تبرهن على انك اهل لشغر ذلك المنصب

وما هو مهر ابنة اخيك يا مولاي ؟

اخذ سمحون يفرك بلحيته وهو يفكر بمهر مستحيل ليزيح سرور نهائيا عن طريقه حتى اهتدى لفكرة ما جعلته يقول فرحا :

مهرها هو الفروة الذهبية ..

تعالت اصوات الدهشة بين الحضور وكثر بينهم اللغط حتى ان جمع من وزراء سمحون ومستشاريه تقدموا للتشاور مع سمحون قائلين :

الفروة الذهبية مجرد خرافة انها اسطورة يتداولها كبار السن وليست حقيقة ..

صاح سمحون :وما ادراكم انتم ؟ على كل حال لقد اتخذت قراري ولا رجعة لي فيه ..

للمرة الثانية خرج سرور من القصر خالي الوفاض فأخذ يتذكر ما قالته الحيوانات في مربض الشيطان فتذكر قول النمر عن وجود بساط عجيب يقود راكبه الى اي مكان يسميه …

وهكذا شد سرور الرحال الى بحيرة بيكال ..

وبعد رحلة استغرقت سبعة ايام بلغ سرور شجرة الدردار العملاقة وكانت في مكان قفر فقام باستئجار عددا من الحطابين ودفع لهم بسخاء فقاموا بقطع الشجرة وانصرفوا …

وجد سرور جوفا في لب الشجرة فتحسس ما فيه فاذا به يمسك قطعة قماش فجذبها فاذا هي بساط عتيق ..

بسط سرور البساط ارضا وجلس فوقه ثم همس بتوتر :

مكان الفروة الذهبية ..

ما ان اتم سرور نطق الكلمات حتى ارتفع البساط ففغر سرور فاه من الدهشة وتشبث بالبساط الذي انطلق يسابق الريح نحو اعلى قمم جبال امم الببر حتى بلغها بدقائق ثم هبط البساط بسرور داخل كهف ثلجي …

نهض سرور والبرد يكاد يخلع اوصاله فشاهد الفروة الذهبية معلقة على جدار الكهف فشغله جمالها عن التفكير بالبرد ثم اخذها سرور وارتداها فشعر بدفئ لذيذ ..

كانت الفروة اساسا عبارة عن كبش ضخم ذو فراء من ذهب عثر عليه يرعى وحيدا في احدى الجزائر غير المأهولة فأمسك بذلك الكبش ونحر وسلخت فروته من قبل احدى الامم وعلى اثر ذلك نشبت حروب عديدة في الماضي السحيق حول عائدية الفروة …

كل طرف يدعي ان الفروة تخصه لأنهم يعتقدون ان من يحوز الفروة فقد حاز لواء النصر والسيادة ..

الى ان جاء الوقت الذي عمد فيه احد الملوك العظماء الى ساحر كبير ان يخفي الفروة تماما عن اعين البشر .

قصر الاميرة ثريا

نطق سرور بتلك الكلمات فانطلق البساط من فوره لكنه ما ان خرج من الكهف حتى شاهد سرور وحشا هائلا عبارة عن نسر باربع ارجل يتجه نحوه زاعقا فصاح سرور فورا :نحو قمة ذلك الجبل ..

واشار اليه فعكس البساط اتجاهه في اللحظة الاخيرة فتطلع سرور خلفه فرأى الوحش لا زال في اثره ثم لمح سرور اخدودا في الارض يمتد لاميال فطار ببساطه داخل الاخدود والنسر يلاحقه كذيله يكاد يطبق بمنقاره عليه ..

فاخذ سرور يناور بين حافات ذلك الشق حتى اخذ الاخدود يتضيق شيئا فشيئا الى ان جائت اللحظة التي انحشر فيها الوحش بين جدران الاخدود الضيقة فاخذ ينتحب بصوت مثير للشفقة بينما واصل سرور طيرانه نحو قصر الاميرة …

دخل سرور القصر دخول الفاتحين وهو يرتدي الفروة الذهبية وسط اهازيج العامة والخاصة فتطلعت اليه الاميرة من شرفتها مبتهجة بعودته ..

فجاءه سمحون مباركا اياه وهو يكاد يختنق من الداخل من شدة الغيظ واخذه جانبا وقال له :اخبرني يا بني كيف نجحت في كل هذا ؟ اعمل معروفا وأجبني وسأبارك لك زواجك ..

علمني ابي ان لا ارد احدا يطلب معروفا قط لذا سأجيبك يا مولاي الى ما طلبت ..

اخبر سرور سمحون الحقيقة بشأن مربض الشيطان وعن اجتماعاتهم بداية كل شهر وعن التحذير بضرورة الصمت والاختباء عن اعين الشياطين ..

فكان ان قام سمحون بنفسه بعد ان يأس من العرش بالذهاب الى مربض الشيطان وقام بكل ما قاله سرور بحذافيره فوصل قبل انتصاف الليل من بداية اول ليلة قمرية الى داخل الحفرة

واختبأ بصمت …وهنا حضرت الحيوانات الاربعة فعلا وكانت متوترة وتتصرف بانفعال حتى قال كثرائيل :

لقد تم استغفالنا … خلال اجتماعنا الاخير تنصت بشري ما الى حديثنا وقام بالوصول الى كل الكنوز التي ذكرناها .. لذا من الان فصاعدا سنفتش مربض الشيطان تفتيشا دقيقا قبل بدأ الاجتماع ..

هزت الحيوانات رؤوسها بالايجاب وانطلقت تبحث في كل اتجاه حتى تناهى الى سمع كثرائيل صوت طقطقة مفاصل فاقترب فشاهد سمحون يرتجف هلعا فزأر كثرائيل غاضبا بشدة حتى تحول من شكله الحيواني الى شكله الشيطاني

فكان مخلوقا اسودا ذو عضلات فتاكه حالما شاهده سمحون حتى حاول الهرب منه لكن كثرائيل لكمه على ذقنه لكمة طحنت اضراسه واسقطته ارضا ثم اجتمعت عليه الحيوانات وقطعت اوصاله .

اما في المدينة فقد اقيمت الافراح بمناسبة زواج سرور من الاميرة ثريا وتسنمه عرش المملكة ..

وفي غرفة العريسين تقدم سرور من ثريا حاملا الفروة الذهبية وقال : ها هو مهرك

ثريا : انها جميلة

سرور : انها لا شيئ امام روعة جمالك وتزوجو وعاشو سعداء

نلتقي على خير في حكاية جديدة إنشاء الله