قصة رائعة الباسل قصة قصيرة مهيب منذ صغره كان يعرف بشجاعته وقوة شخصيته فلقب من طرف قبيلته

الباسل قصة قصيرة

مهيب منذ صغره كان يعرف بشجاعته وقوة شخصيته فلقب من طرف قبيلته مع مرور الوقت بالباسل الذي لايخشى الصعاب.

كان محبوبا من طرف الجميع يحترمون رأيه ويأخذون به في اهم قراراتهم.. كما كان يخافه كل من داس على طرفه. لانهم يعلمون جيدا انه لا يقبل من يطيح بكرامته ارضا فيقتص من كل من تجرأ على اذيته اشد العقاب.

وفي احد الايام قام مهيب بإطلاق صقره في الجو الذي قام بتربيته منذ ان اهداه له جده في صغره.. لكن الصقر هذه المرة طال غيابه ولم يعد كما إعتاد منه رجوعه ليحط فوق ذراعه بعد ان يصطاد فريسته كطائر ما يحلق متأخرا عن سربه او ارنب شريد في الحقول.

فاستغرب مهيب من تأخر صقره. لذى قرر ان يبحث عنه بنفسه بمساعدة اصدقائه في البراري. لكن بعد يومين كاملين كل تعبه بالبحث في داخل قريته باءت بالفشل. فما كان عليه سوى ان يبحث خارجها.

جمع مهيب بعض من اغراضه المهمة وانطلق عازما ان لايعود إلا وصقره مابين يديه.. ففضل ان تكون رحلته سيرا على الاقدام.. وبدأ مهمته عبر الوديان والغابات وكل مرة كان يجرب المنادات عليه بالتصفير عليه من تحت لسانه. فهذه هي كانت طريقته لكي يتواصل مع صقره من بعيد.

لم تكن الرحلة سهلة كما ظن مهيب. فكلما مر الوقت ولم يجد فيه صقره شهاب يبتعد اكثر عن قريته. حتى وصل إلى ضواحي القرية المنبوذة.

فهي قرية حرمت على اهالي قرية مهيب ان يطأوا اقدامهم فيها منذ سنين.. وهذا بسبب ثأر مابينهم. ولكي لاتكبر العداوة اكثر وتحقن الدماء مابينهما. قررا كلا من القريتين ان لايحتك احد افرادهما بالاخر.. وفعلا كان ذلك حتى حنث مهيب بالعهد دون قصد منه..

فدخل اراضي القرية المنبوذة عن طريق النهر الصغير المؤدي إليها.. فحط رحاله على ضفتها. واراد ان يستريح قليلا حتى يبزغ النهار بما ان الظلام خيم عليه فيها ثم يعود ادراجه في اليوم الموالي.

وفي الصباح الباكر بينما مهيب مستلق على الارض يتوسد حقيبته استيقظ على اصوات الضحكات. وعندما فتح عيونه ليتأكد مما تتلقاه مسامعه. وجد فتيات فائقات الجمال على ضفة النهر يغسلن الثياب وهن يرددن اغنية يحفظنها عن ظهر قلب واخريات يلعبن بماء النهر يرمينه على بعضهن البعض وهن في كامل سعادتهن… كل هذا ومهيب كان مبتسما يشاهد تلك الفتيات من بعيد وهو مختفي مابين الشجيرات لم يتجرأ ان يتحرك من مكانه حتى لايلاحظن وجوده ويقمن بفضحه امامهن لان ذلك يعتبر من اكبر الكبائر لديهم ومن يفعل ذلك متعمدا سيكون عقابه دون رحمة من طرف حاكم قريتهن.

ولكن دون سابق اي انذار تلقى مهيب ضربة على رأسه من الخلف على إثرها سقط مغشيا عليه.. حتى مر بعض من الوقت ليستفيق مجددا يجد نفسه مكبلا من يديه وقدميه وكل الفتيات محاطة به تنظر إليه باستغراب والشرر يتطاير مابين عيونهن الملونه التي تشبه عيون الغزلان . تترأسهن فتاة تفوق جمالهن تطوي كفيها مابين حضنها وعلى كتفها يحط صقرا به جرحا في ساقه الملفوفة بقماش ابيض .

وعندما تأكدن انه استعاد وعيه تقدمت رئيستهن نحوه تسأله من اي قرية هو؟. وكيف له ان توسوس له نفسه الامارة بالسوء حتى يقدم على فعلته الشنيعة هذه حتى يتطاول على حرمتهن؟!

حينها اندهش مهيب مما يراه امامه .ليس بسبب توجيه تلك الفتاة المسترجلة تهمة صريحة نحوه. او انه ادرك ان الضربة التي تلقاها في الواقع هي من اقدمت عليها…بل كان اندهاشه نابع من رؤيته لشهاب الذي يكون صقره والذي يبحث عنه منذ قرابة اسبوع تحمله نفس الفتاة على كتفها..

فاصبح في تلك الاثناء ينادي الصقر بإسمه ولكنه لم يتلقى استجابة منه.. فبدأ بسؤال الفتاة اين وجدت شهاب؟ وعن سبب لف ساقه بالقماش الابيض؟. .. لكن الفتاة لم تعر اي اهتمام لأسئلته. وظنت انه يراوغ في الكلام كي يجد منفذا

للهروب من ذنبه…حتى غير مهيب من تفكيرها السيء نحوه. إذ انه تأسف لجميع الفتيات انه لايقصد ان يكون بهذا الوضع المحرج بالنسبة إليه. فهو يعلم جيدا الاصول واحترام خصوصية المرأة.وحاول ان يروي لهن قصته وسبب وجوده في منطقتهن المحرمة هذه…

في تلك اللحظة قاطعته الفتيات ليطلبن من اجاويد رئيستهن ان ياخذنه معهن ليعدن به الى ديارهن حتى يتلقى العقاب اللازم مما ارتكبه من جرم حقهن.

هنا وقف مهيب ليرهب الفتيات بعد ان قام بفك رباطه بكل سهولة ظنا منهن انه سيقوم بأذيتهن… لكن في الحقيقة فاجأهن بطلبه ان يدلونه عن طريق عودتهن لديارهن حتى يذهب معهن و يحكم حاكم قريتهن عليه هذا إن ثبت عليه الذنب بعد سماع برهانه.

#يتبع

#الباسل_(قصة قصيرة) 2.

ذهب مهيب مع الفتيات بكل إرادته الى عقر ديارهن المحرمة عليه دخولها بعهد موثق منذ سنين من احدى قوانين قريته .

وعندما لاحظوا اهالي القرية ذاك الشاب الغريب يدخل ديارهم بمفرده مع فتيات قريتهم.. علموا انه هناك خطب ما فاجتمعوا جميعهم ليطوقوه من كل جهة واتجهوا به الى حاكم عشيرتهم كما امرتهم اجاويد .

إستمع الحاكم اولا لاجاويد التي اخبرته بالقصة كاملة. انهن وجدن ذاك الشاب الغريب مختفي مابين ضفاف النهر يسترق النظر الى فتيات قريتهن وهن يقمن بأعمالهن اليومية. ولو لم يكتشفن امره لكان قد تجاوز حد جرمه وتطاولت انظاره الى فضح سترهن وهن يقمن بإستحمام انفسهن داخل مياه النهر.

هنا قامت القيامة بعد سماع اهالي القرية لاجاويد ان بناتهن كاد يفضح عرضهن من قبل شاب احمق تجرأ على فعل المنكر.فاستشاطوا غضبا وحاولوا التعدي على مهيب وقيامهم بضربه بل طالبوا بقتله لولا أمر حاكمهم العادل ان يلتزم كل فرد منهم بالصمت والتمسك في غضبه. كما طلب منهم ان ينتظروا الحكم الاخير بعد ان يسمعوا للجاني فالامور لاتحل بالفوضى.

بعدها قام الحاكم بسؤال مهيب عن كنيته ومن اي قرية هو وعن سبب وجوده في المنطقة المحرمة ؟

حينها لم ينكر مهيب كنيته ولا عن اسم قريته رغم انه يعلم جيدا انه سيكون بذلك في خطر وبالفعل ما إن سمع الجميع اسم القرية المكروهة بالنسبة إليهم وتذكروا الثأر الذي مابينهم حتى عادوا من جديد الى الفوضى بالصراخ وقيامهم بقذف مهيب بالحجارة حتى اصابوا جبينه ليسيل منه دما غزيرا على وجهه.

هنا وقف الحاكم مطالبا بحزم ان يتوقف الجميع عن الشغب وإلا سيجعل من جلسة الحكم منفردة في الخيمة التابعة لاصدار الاحكام لدى عشيرته.

وما إن امتثل الجميع الصمت والهدوء طالب الحاكم مجددا من مهيب ان يكمل سبب وجوده بنواحي قريته المحضورة… الذي أخبره بدوره ان السبب هو ذاك الطائر الذي أشار بأصبعه نحوه

فاستغرب الجميع من كلامه ثم اردف مهيب يقول لهم انه ذاك الصقر الذي تحمله بنتهم تلك على كتفها هو شهاب صقره الذي خرج للبحث عنه بعد ان طال غيابه من اخر مرة اطلقه في البر.. ولم يكن منتبها عندما دخل حدود قريتهم وذاك بعد ان داهمه الظلام مساء. ولم يستطع العودة حينها ادراجه. .لذى قرر ان يبيت على ضفاف النهر والبقية اشاد

بيده نحو الفتاة انها تعلم البقية فهي وجدته برأيها كالمتلبس مختبئا ولكن في الحقيقة اراد اولا ان يغادرن الفتيات من على ضفة النهر وبعدها يسترسل في البحث عن شهاب بعيدا عن منطقتهم.. .ولو اراد بقوله سوء لكان اخذ الصقر من الفتاة عنوة وقام باذيتها بكل سهولة وعاد من حيث اتى ولا أحد منهم قد يستطيع كشف امره مهما حاولوا العثور عليه بغية امساكه ومعاقبته.

صمت الحاكم برهة كأنه لامس من الشاب كلاما منطقيا يؤول للصدق وجرأة من الشجاعة لم يرى مثلها قبلا. فهو حقا قد كان يستطيع الهرب وان ينفذ بجلده قبل ان يمر على كل هذا ويلقي بنفسه في التهلكة. .ثم طالبه الحاكم ببرهان يثبت

ان الصقر هو ملكه. .حينها اطلق مهيب تصفيرا قويا من تحت لسانه.. ففوجئت أجاويد ان الصقر انتفض مكانه من فوق كتفها ثم بسط جناحيه عاليا ليطير محلقا بجهد رغم إصابته البليغة متجها نحو صاحبه ليحط فوق ذراعه .

فذهل الجميع وبهذا اثبت مهيب ان كلامه صادق ولم يكن له ذنب في موضوع إتهامه بمس حرمة نسائهن.

وعلى الفور اصدر الحاكم قرارا .ان الشاب سيسج به في قفص الميدان حتى اليوم الموالي ويصدر الحكم النهائي بشأنه

.

بعد منتصف الليل وكل اهالي القرية نيام .ظهر ظل من بعيد يقترب من قفص مهيب المسجون داخله .حتى رويدا رويدا بين ضوء القمر عن وجه غريمه فهو وجه بدر منير يكاد ان يكون اجمل منه بكثير.. إنها اجاويد بلحمها وشحمها.. فدهش مهيب من قدومها في وقت متأخر كهذا.. وماهي لحظات قليلة حتى علم انها تود مساعدته بالفرار والرحيل من قريتها نهائيا قبل ان ينالوا منه اهل قريتها..

وعندما سألها لما تفعل هذا معه؟

اخبرته ان ضميرها سيؤنبها لو مسه مكروه خاصة انها ادركت انها مخطئة بشأنه .. ثم فتحت قفل القفص. و حملت الصقر مابين يديها لتداعب ريشه قليلا وقبلته كأنها تود وداعه فهي ألفته رغم الايام القليلة التي قضاها معها بعد ان وجدته ملقا على الارض جريحا بسبب رمح احد الصيادين . وحثته ان يحافظ عليه جيدا. فهو صقر نادر وجوده هذه الايام.

أومأ مهيب برأسه ثم شكرها على حسن جميلها معه بعد ان تركت القفص مفتوحا ورحلت بعيدا عنه كأن شيئا لم يكن.

#يتبع.

الباسل(قصة قصيرة) الاخيرة

استيقظ اهالي قرية بن فاس على فاجعة هروب السجين من القفص الحديدي الذي سج به. .. مستغربين كيف له ان يخرج منه رغم صلابة وقوة قفله المتين.

فاتهموا حاكمهم بالإهمال وعدم اتخاذ قراره الصائب بحق المجرم الذي انتهك حرمتهم. حيث منحه فرصة الهرب بدلا ان يقوم بفرض العقوبة القسوى عليه في حينه.

لم يشأ الحاكم ان يبرر ماوراء قراره. بل ألزم الصمت لحين أثبت عكس ظنون اهل عشيرته.

إذ وهم مجتمعون يتناوشون مابينهم ويتوعدون بقتل الشاب بأن يلحقوا به قبل ان يعود إلى قريته فجأة ظهر لهم ذاك الهارب من بعيد يحمل شيء ضخم مابين يديه.. حتى اقترب منهم وهم في ذهول مما يشاهدونه امامهم.. فاصبحوا يتمتمون مابينهم ويرددون إنه الوحش. لقد اصطاد الوحش.

تقدم الحاكم مابين الجموع مرافقا اجاويد نحو مهيب وهو مبتسما له. .يسأله كيف له ان يقوم بفعل مالم يستطع فعله شباب ورجال قريته.

فرد عليه مهيب. انه استغرب كيف لسجين ليس له سجان يحرسه؟! فهو لاحظ انه منذ ان حل الليل تفرق الجميع إلى دياره يغلقون الابواب بإحكام حتى انهم يضعون بعض الطعام امامه. ولم يرى بعدها فردا واحدا اخطأ وفتح نافذة بيته او

تجرأ وخرج منه رغم ان الوقت لم يزل في بداية حلاكه.. .فبدأ يحلل تصرفاتهم حتى رأى النمر المرقط المتوحش بالصدفة يجول مابين الديار يلتقط الطعام من هنا وهناك. وعندما لم يشبع تبعه مهيب فوجده متجها نحو الزريبة ليحاول إصطياد خروف من بين الخرفان التي هلعت من وجود النمر في وسطهم.

حينها تمم مهيب حديثه بأنه اظهر نفسه امام النمر ليلاحظ وجوده فترك الخروف جانبا الذي كان يمسكه من عنقه ليعيد انفاسه بأعجوبة .. ثم تبع النمر خطوات مهيب الذي ابعده قليلا عن الديار. ثم اوقعه في فخ داخل حفرة كبيرة ألقى فيها دجاجة ذبحها بنفسه وجدها في طريقه وهو يخرج من الزريبة. .ثم إختبأ فوق غصن الشجرة. وعندما وجد النمر منهمكا في اكل الطير انقض عليه بالخنجر من الأعلى. فطعنه بسرعة فائقة عدة طعنات مميتة حاول فيها النمر ان يهاجم فريسته ولكن لم ينجح. .فتلك الطعنات بعد لحظات اردعته قتيلا.

شكر الحاكم مهيب انه انقذ أهله فالبعض من اطفال عشيرته تأذى وقتل بسببه حتى الانعام التي يسترزقون بها لم تسلم من جشعه ..

هنا إستدارت اجاويد نحو الحاكم لتناديه بوالدها. تهنئه ان نظرته للشاب كان محقا فيها. وخطته معها بإطلاق سراحه كانت مجدية. مع ان الخطة ارتسمت من الاول ليثبت فقط هل الشاب كما كان يظهر عليه حقا ذوا ثقة وكل كلامه كان على صواب وذلك بعدم هروبه من القفص حتى وان فتح له بطريقة ما.

دهش مهيب من كلام اجاويد. متفاجئا انها تكون ابنة حاكم قرية بن فاس. ولكن الحاكم قاطع اندهاشه بصدر قرار ببراءته مطالبا الفتى الشجاع كما لقبه به ان يطلب امنية يحققها له قبل ان يعود الى دياره رغم انه حنث الحاكم بالعهد القديم بقتل كل من يخطوا خطوة داخل قريته من القرية المنبوذة.

صمت مهيب قليلا ثم رفع رأسه موجها كلامه للحاكم ان مافعله لاينتظر منه جائزة. ولكن امنيته ان اراد تحقيقها له هو قبوله بالزواج من إبنته اجاويد..

حينها صعق الجميع ومنهم اجاويد نفسها بجرأة الفتى الذي كان قبل قليل كان سيقتل على يد اهاليها..

ولكنه إسترسل بالكلام ليسكت اللغط الدائر حوله.. ان وراء طلب الزواج ايضا بعيدا عن إعجابه برجاحة عقل أجاويد وشجاعتها بهذه الطريقة الوحيدة سيكون قد ألغي الثأر الذي دام من سنين مابين القريتين. وبهذا سيعم السلام والامان لكليهما و تحقن دماء اخرى بلا ذنب في المستقبل.

لم يفكر الحاكم كثيرا بطلب مهيب. لان في سره لن يجد شابا قويا مثله يصون إبنته الوحيدة بعد عمر طويل . بل استشار على الفور إبنته اجاويد امام الجميع ان كانت تقبل به زوجا ام لا

فلم تكن هي إلا لحظات قليلة حتى عمت الزغاريد وانغمرت القلوب بالفرح والسرور داخل القرية اجمعها وهذا بقبول اجاويد ان يكون زوجها المستقبلي مهيب الذي منح اثناءها صقره شهاب لأجاويد كمهر لها.

وبالفعل عم السلام والامان لكلا القريتين بعد ان اقنع مهيب اهالي قريته بالصلح.

#النهاية