قصة سر القرية جائني إتصال هاتفي من صديقي صدام يخبرني فيها انه بحاجة الى مرافق يذهب معه الى القرية

. جائني إتصال هاتفي من صديقي صدام يخبرني فيها انه بحاجة الى مرافق يذهب معه الى القرية التي تبعد عن مدينتنا مسافة 130 كم لحضور زفاف أحد أقاربه هناك

وهو يتمنى لو أرافقه كنوع من تغير الروتين وتسلية في الطريق. لم يكن بيدي حيلة سوى موافقة على طلبه

الشمس تميل ناحية الغروب والليل قد بدا يفرش ستاره الاسود على الكون ونسمات الصيف الباردة تنعش الاجواء في هذه الاثناء

فبعد صلاة المغرب وجدته أمام باب ينتظر بسيارته لإصطحابي معه الى العرس واتجهنا غربا خارج المدينة لم يكن هناك اي لافتات او إشارات في طريق تدل على مكانها بل ان الاجواء كانت مظلمة بشدة لا يكاد نرى شيء امامنا سوى وميض خافت من ضوء القمر و بعض من بقايا الطريق القديمة التي تأدي الى قرية

كان صديقي صدام لا يكف من حديث عن أقاربه الذين تعرف عليهم بصدفه في إحدى زيارتهم الى مدينة وكانوا هم من طلبوا منه دعوة لحضور حفل الزفاف وقد اخذ منهم عنوان القرية وطريق المأدي اليها

مرت ساعتين كاملتين ونحن في طريق لدرجة أحسست ان صديقي صدام قد اضاع عنوان القرية فقد كان شارد في تفكير ويلتفت في كل إتجاه لعله يبصر بصيص ضوء او أي إشارة يمكن أن تدل على عنوان

توقف فجاءة وأخرج هاتفه وراح يحاول ان يتصل بأقاربه حتى يعرف منهم عنوان القرية بضبط ولكن إشارة الاتصال كانت منعدمة في ذلك مكان فكر قليلا وقال أحس أننا قد ذهبنا اكثر من 130 كلم اليس كذلك ؟

فقلت له هل انت متأكد ان القرية في الاتجاه الغربي ؟

نعم متأكد هم أخبروني انها تقع غربا مع الطريق بين الجبال ونحن قد تجاوزنا هذه المسافة على ما أعتقد

فما هو الحل الان ؟

رفع يداه في تحصر وهو لا يدري ما يفعل وقال لا أعلم ربما علينا العودة أدراجنا فلا يمكن أن نتوغل في الخلاء كثيرا وليس من نصيبنا ان نفرح معهم في العرس

ادار صدام المقود سيارة وعاد من خلف للعودة من حيث اتينا

وبينما تقدمنا قليلا اذا بنا نسمع صوت طرب وموسيقى يصل الى مسامعنا لا يعكر هدوء الليل

إبتهج صدام وقال هل تسمع هذا الصوت اكيد هذا صوت العرس انه قادم خلف تلك التله

رجعنا مرة اخرى صوب صوت الموسيقى والطرب ورحنا نتقدم قليلا حتى بدأت أنوار القرية تتضح أمامنا من بعيد ونحن نتقدم اليها لكن الغريب انه حينما وصلنا اليها ساد صمت عجيب وهدئ كل شيء كأن القرية لم يكن فيها اي عرس أو كأن العرس قد انتهى مع أوصولنا اليها

ركن صدام سيارته في أحد زاوية القرية وترجلنا من سيارة وتقدمنا شيء فشيء ولكن لا أحد كان موجود هنا الجميع قد اختفوا تماما وكل الابواب موصودة حتى الانارة التي كنا نراها قد إنطفت بالكاد نرى طريق قليلا على ضوء القمر

إنتابني إحساس بالقلق والذعر فقلت لصدام أين أهل القرية ؟ لا احد في الجوار احس اننا نتجول في قرية خاوية وقد بدات اشعر بتوتر من هذا المنظر

اخرج صدام هاتفه المحمول وحاول الاتصال بأحد من أقاربه ولكن الإشارة كانت مقطوعة هنا ايضا إلتفت الي وقال

ربما قد أخطنا العنوان مرة اخرى فلا أعتقد ان هذه هي القرية التي حدثني عليها اقاربي فالقرية التي يعيش فيها اقاربي بها إشارة هاتف وهنا كما ترى لا يوجد

ربما قدشعرو بقدومنا فدخلوا الى منازلهم ولا يريدون إستقبالنا علينا أن نخرج بسرعة قبل ان يحصل شيء لا يحمد عقباه

اقفلنا راجعين الى حيث ركن صدام سيارته ونحن نلتفت يمينا وشمالا ومن الخلف حتى وصلنا الى زاوية التي ركن فيها صدام سيارته ولكن المفاجأة التي أفزعتنا أن سيارة قد إختفت تماما من مكانها ولا يوجد لها اي أثر

اصبحنا في مأزق حقيقي ولا ندري مانفعل فوسيلة النقل والوحيدة التي جئنا بها قد إختفت ومن دون أثر وسكان القرية قد أغلقوا الابواب واطفوا الانوار ولم نعد نسمع لهم اي صوت ولا حس

قلت ربما يكون شخص ما قد تسلل من خلفنا وسرق السيارة

لكن صدام أخرج مفتاح من جيبه وقال : المفاتيح معي ثم إننا لم نسمع صوت محرك السيارة اذا جاء أحد لسرقتها شيء غريب يحصل معنا هنا

قصة سر القرية الجزء الثاني

…….. إلتفت لصديقي صدام وقلت : إسمع نحن لسنا لوحدنا في هذا مكان هناك أشخاص ينظرونا الينا وهم مختفيين أحس ان هناك عدة أعيون تراقبنا أنفاسهم في كل زاوية من هذه القرية من الافضل ان نتراجع بهدوء ونبقى منسحبين للخلف ونحن نراقب القرية اياك ان تحدث اي ضجيج او صوت .فقط إنسحب بهدوء

فقال صدام على الفور: والسيارة ماذا نفعل من دونها انسيت اننا على بعد 130 فهل نقطع كل هذه المسافة من دونها لن أرجع من دون سيارتي

وهل حياتنا اهم من سيارتك إفهم يا صدام نحن لسنا في قرية التي يعيش فيها أقاربك ولسنا على بعد 130 كم

نحن وقعنا في قرية غريبة اخرى وربما قد إبتعدنا حتى على مسافة 130

نحن بصريح العبارة ضللنا الطريق وهذا الصمت الذي تسمعه الان قد ينقلب الى شيء أخر إذا استمرينا في بقاء هنا ربما هذا تحذير منهم حتى نخرج بسلام قبل أن ينقلب الوضع وسيارتك بعدما نصل الى المدينة تبلغ عن إختفاءها في هذا مكان

دعنا نرحل الان ونبحث عن مكان ننام فيه حتى الصباح وبعد ذلك نعود للطريق التي جاءنا منها لعلنا نعثر على مركب ما يأخذنا معه الى المدينة

خرجنا من تلك القرية ونحن نراقب ما قد يأتي من خلفنا وابتعدنا قليلا عنها وبقينا نمشي في الخلاء تحت ضوء هواتفنا ونحن لا نعلم الى اين نسير فقط نتبع أثار السيارة التي جئنا بها وحين إبتعدنا قال صدام وهو غير مطمئن بخروجنا الى خلاء في الليل

ماذا نفعل في القفار وفي الليلأخشى ان تهاجمنا الذئاب او تلدغنا الافاعي الم يكن من الافضل لو بقينا هناك

فقلت في غضب الم يكن من الافضل لي أنا لو بقيت في البيت ما الذي جعلني أتبعك في هذه الليلة منحوسة كنت في امان الله وها انا أمشي معك الى مصير لا أدري ما خاتمته

اراد صدام ان يتكلم فقاطعته

لا اريد ان أسمع منك اي تعليق ولا صوت فقط إتبعني ودع هذه الليلة تمضي على خير

قطعنا مسافة بعيدة ونحن نبحث عن مكان نقضي فيه الليلة وبينما نحن نسير في قفار لمحنا نارا بعيدة وخيمة وحولها أشخاص فقال لي صدام من هولاء برايك

قلت له ان هولاء يبدو من البدو والرحل نستطيع ان نقضي الليلة عندهم وفي صباح نبحث عن وسيلة نقل توصلنا الى المدينة

تقدمنا الى حيث مكان خيمة والنار فنهض الرجل مرحبا بنا ودعنا لتناول العشاء وشرب الشاي مع أسرته

كانت في الخيمة زوجته وبعض من اولاده وأقاربه وغير بعيد منا كانت هناك قافلة من البعير وهي جالسة في بطن الواد

التفت الينا الرجل وقال ماذا تفعلون في القفار لوحدكم في هذا الليل ؟

تنهد صدام وقال الحقيقة لقد اضعنا الطريق وحدث معنا أمر غريب فنحن كنا معزومين لحفل زفاف عند أقاربنا في

القرية القريبة الموجودة خلف التلة وحينما دخلنا اليها لم نجد اي أحد منهم رغم اننا سمعنا أصواتهم وسيارتنا التي جئنا بها قد سرقها أحدهم واختفت لذلك خرجنا منها وقررنا العودة بمفردنا

إستغرب الرجل من كلام صديقي صدام وقال في ذهول

عن اي قرية تتكلمون يأولاد هذه المنطقة كلها قفار ولا توجد في هذه الارجاء اي قرية لا يوجد أحد في الجوار.

وكل هذه الارض التي حولنا في هذه المنطقة هي قفار وصحاري ورمال وجبال فقط فليس هناك اي بشر يعيشون في

هنا ماعدا بعض قوافل البدو والرحل التي تمر من هنا بين الحين والآخر فليس هناك اي قرية كما قال لنا الرجل الذي إستضافنا في خيمته

قضيت الليل كله أفكر في كلام هذا الرجل وأحاول أن أجد تفسيرا منطقيا لما نحن فيه وكيف ان أضواء إنطفت تماما لم وصلنا وإختفى السكان منها وماذا حصل مع سيارة صديقي صدام التي لم نجد لها أي اثر ترى كم نبعد الان عن منزلنا ؟

فنحن لا نستطيع حتى إتصال بأهلنا حتى نخبرهم بما حصل معنا فنحن منفصلين تماما عن العالم الخارجي

فمن تكون تلك القرية التي دخلنا اليها هل هي قرية أشباح مثلا هل تكون تلك القرية مسكونة بالعفاريت صحيح انهم لم يظهروا امامنا ولكن أحسست اننا كنا مراقبين في كل إتجاه فلو بقينا مدة أطول هناك لهاجمونا

حل الصباح و إستيقظنا من النوم ولكن الغريب اننا لم نجد أولئك البدو تلك الرجل وعاءلته ولا أثر خيمتهم ولم نسمع أصواتهم حينما رحلوا وهو ما ترك لنا علامة إستفهام أخرى

قصة سرالقرية الجزء الثالث

…….حل الصباح و إستيقظنا من النوم ولكن الغريب اننا لم نجد أولئك البدو تلك الرجل وعاءلته ولا أثر خيمتهم ولم نسمع أصواتهم حينما رحلوا وهو ما ترك لنا علامة إستفهام أخرى فربما أننا لم نشعر برحليهم من شدة التعب وكنا نغط في نوم عميق فأبوا ان يفسدوا علينا نومنا وتركونا ورحلوا فجميل انهم وضعوا لنا قربة صغيرة من ماء أمامنا

التفت الى صدام وقلت ماذا نفعل الان البدو الذين كنا نأمل ان يوصلونا الى أقرب نقطة أو وصول من الطريق تركونا نيام ورحلوا

رفع صدام راسه نحو الشمس وقال وطبعا لا يمكن لنا أن نجتاز هذه المسافة من طريق في هذا الحر سينفذ الماء الذي معنا ونهلك من العطش الحل الوحيد كما تعلم هو ان نعود مرة أخرى الى تلك القرية ونتحقق من أمرها او على الاقل نبحث عن سيارة التي ضاعت هناك

فقلت على الفور الم تسمع ما قاله أولئك البدو لا توجد هناك اي قرية في الارجاء يا رجل

لم يأبه صدام لكلام البدو وقال فمن الذي كنا فيها ليلة البارحة وانت شاهدت بعينك المنازل والاضواء هل كانت تلك مملكة الجان مثلا ؟

لا أدري من تكون ولكن أعتقد انه لا جدوى من ذهاب الى هناك

تنهد صدام في يأس وقال ليس بيدنا خيار أخر .وانت تعلم اننا لن نصمد طويلا اذا قطعنا هذه المسافة في هذا الحر

إستسلمت لخيار صدام وعدنا ثانية الى تلك القرية نتحقق من أمرها وما إن إجتزنا التله حتى وجدنا القرية لا تزال في مكانها وكما هي عليه على عكس ما أخبرنا به أولئك البدو

تقدمنا بخطوات حذرة فقد كان كل شيء هاديء فيها ولا يبدوا هناك اي أصوات للبشر تقدمنا رويدا رويدا وفجأءة نطق من خلفنا صوت خشن كاد ان يخرج قلوبنا من صدرونا

لماذا رجعتم الى هنا مرة أخرى ؟

دب الرعب في أنفاسنا وإلتفتنا الى مصدر الصوت فكان هناك رجل ضخم ذوي لحية داكنة وهو يتكي على عصا خشبية يقف بضع امتار عنا كانت الكلمات متجمدة في حلقنا من منظره الذي يبعث الرعب والخوف ولم نعد قادرين على كلام الا بتلعثم

حتى نطق صديقي صدام وقال جئنا نبحث عن سيارتنا تركناها ليلة البارحة نريد أخذها فقط ونرحل

إبتسم الرجل المريب وقال سيارتكم في الحفظ والصون ولكن قبل ذلك تعالوا معي للمنزل ولكن اياكم ان تنقطوا بحرف واحد ولا تلتفوا خلفكم

تقدمنا الى حيث أمرنا الرجل واخذنا معه الى بيته في منتصف القرية دخلنا فوجدنا غرفة مجهزة للاستقبال جلسنا فيها متربعين ولا أحد منا يجروا على تكلم او الحديث وبالكاد كنا نستطيع ان نرفع وجههنا اليه حتى نطق قائلا

ستنامون الليلة هنا وفي الصباح الثاني تأخذون سيارتكم وترحلوا واياكم ان أرى وجهكم هنا مرة ثانية

خرج من غرفة وأغلق الباب وبقيت انا وصديقي صدام نتبادل نظرات الخوف والهلع ولا نعرف ماذا نفعل فهيئة الرجل وصوته المفزع أصابتنا بنوع من خضوع جلعتنا ننفذ مطالبه دون إعتراض

نطقت بصوت خافت نحو صديقي صدام وقلت ماهذه الورطة الجديدة التي وقعنا فيها كيف سنتخلص منها الان

فصاح صديقي صدام على الفور هسس أسكت الا تخشى ان يسمعك ذلك الرجل الغريب نحن الان مضطرين لتنفيذ أوامرهم قبل ان يحدث شيء لا يحمد عقابه

فقلت : وهل نحن أسرى عندهم حتى ننفذ مطالبهم ؟

نحن مضطرين لفعل لذلك حفاظا على حياتنا واثناء الليل نتسلل خارجا ونهرب اتفقنا

مر الوقت سريعا وبقينا محتجزين في تلك الغرفة حتى ساد الظلام ووصلت الساعة الى الحادي عشر ليلا فتحنا باب الغرفة بهدوء وتسللنا خارج المنزل بخطوات هادئة

وبينما نحن نمشي سمعت صوت بكاء طفل صغير كان موضوع في قمامة احد منازل التي كانت في زاوية

استغربت ماذا يفعل طفل صغير في هذا وقت اقنعت صديقي صدام بأخذه معنا ووضعه أمام باب أحد منازل حتى يجدوا الطفل ويعتنوا به رثما يعرف اصحابه الحقيقيون

حملته بهدوء فلم يكن يظهر عليه اي اثر من أوساخ قمامة ووضعته على صدري وتقدمت به بضع خطوات ثم فجاءة همس ذلك الطفل الرضيع في أذني قائلا : انا لست طفلا صغيرا

قصة سر القرية الجزء الرابع

….. احسست بذراعي قد اصبح متجمد حينما همس ذلك الرضيع قائلا بأنه ليس طفل ولم يعد بمقدوري قيام بأي حركة سوى تأمل ملامحه التي تغيرت فجاءة وأصبح لون عينيه كله اسود فكرت في ان اوقعه وتركه يهوى على الارض ولكن كنت أخشى من ردت فعله فهذا ليس مجرد رضيع عادي

ولكن بقائه بين ذراعي ايضا يشكل خطرا فأنا أصبحت كمن يحتضن قنبلة اذا ألقاها لن يسلم من إنفجارها واذا بقية معه فلا شك أنها ستفجر وهي في أحضانه

أنزلت بالطفل رويدا رويدا على الارض وانا أتمل عيونه مخيفة ذات اللون الاسود التي تظهر بوضوح على ضوء القمر وقبل ان أصل به الى الارض إذا بي أسمع صرخة قادمة من صاحب المنزل الذي هربنا من عنده

توقف ماذا تفعل ؟

إنتابني رعب من صوته الذي أحسه قد أصم أذاني ثم قال ثانية إرجعه الى حيث وجدته ولا تلمس شيء ليس لك

أعدت الطفل الى موضع القمامة من حيث رفعته وكانت إبتسامته الغير طفولية لا تفارق وجهه فهذه أول مرة ألمح إبتسامة طفل صغير تنم على الشر وليست البراءة

ثم سمعت صوت صديقي صدام من الخلف يقول دعنا نهرب الان من هذا المكان المسكون أصبح الوضع لا يتحمل

وما إن إستدرنا للركض خارجا حتى وقف أمامنا جمعا غفير من الناس وهي تسد كل أزقة القرية وشوراعها

وكانت من كل أصناف نساء ورجال وأطفال وجميعهم يحملون هاروات وعصي في أيديهم ويضعون وشاح سوداء تغطي وجههم ولا تظهر منها الا عيونهم التي كانت تلمع مثل عيون القطط والكلاب في الليل

هنا أدركنا أننا قد وقعنا في الفخ وكان تخميني بأننا مراقبين من كل إتجاه صحيح فقد أحسست بأنفاسهم في كل ركن من القرية

إقتادنا الرجل صاحب لحية داكنة الى منزله ثانية ودفعنا الى غرفة الاستقبال أحسست بأظافره تخترق ظهري عندما دفع بنا الى داخل كانت كأنها أظافرا من الأشواك وليست أظافر بشر عادية فصاح بنا قأئلا

إذا فكرتم في الهرب مرة أخرى فلن تسلموا من العقاب مرة وهذا أخر إنذار لكم لا يريد أن أسمع أنفاسكم ولا حسكم غدا صباح تأخذون سيارتكم وترحلوا

خرج من غرفة واقفل علينا باب وسمعناه يغلق الباب بسلاسل وقفل كان قد جاء بهم لمنعنا من خروج الغريب ان أساس الغرفة وأفرشتها قد تغيرت لدرجة أنني أعتقدت اننا في غرفة اخرى حتى دهان الحائط اصبح لون أخر

لمحت أحد يوميات معلقة على حائط ولم تكن موجودة من قبل وعليها أشكال ورسومات غريبة تقدمت نحوها لأرى ماهي تلك الرسومات لكن هناك شيء ما صدمني جعلني انادي على صدام ليرى ماذا شاهدت انظر الى تاريخ المكتوب في هذه اليومية انه يشير الى سنة 3890 ميلادي ؟

إندهشنا من تاريخ المكتوب فيها ولربما هناك خطا متعمد ولكن ما إن نظرت الى تاريخ هاتف حتى وجدته هو ايضا قد تغير رغم ان إشارة الاتصال والانترنيت غير موجودة في ذالك مكان فالتاريخ في الهاتف ايضا يشير الى سنة 3890 ميلادي

ما الذي يحصل معنا فهل نحن قد سافرنا عبر الزمن ام نحن في عالم أخر غير معروف عندنا فإذا كنا في مستقبل فلماذا هذه القرية تبدوا عادية ولا توجد هناك اي أدوات تدل على أهلها يعيشون في مستقبل بل حتى اللغة التي يتكلموها عادية مثلنا

ثم فجأة بدا صراخ نساء واطفال في جميع أجراء منزل وبدات النيران تشتعل في كل مكان بالبيت واصوات طلب النجدة في كل مكان

بدا لنا أن المنزل يحترق ونحن محتجزين في الغرفة ولا شك ان النار ستصل الينا او قد نختنق من الدخان الذي بدا يدخل تحت الباب فلم تكن هناك اي نافذة للتهوئة

إندفعنا نحو الباب وصرنا ننادي على الرجل الذي جاء بنا الى هنا من اجل ان يفتح لنا الباب قبل أن نحترق ولكن لا أحد كان يجيب وسط صراخ نساء وأطفال

إستمرنا نحاول في كسر الباب حتى فجأة فتح لنا الرجل وهو يحمل مائدة طعام ويبدوا في حالة غضب شديد والغريب انه حينما دخل علينا إختفت النار والصراخ كأن لا شيء قد حصل في الخارج

فهل يعقل أننا كنا نتوهم أن منزل يحترق ولمن كانت تلك الاصوات التي تطلب النجدة في الخارج فنطق الرجل في غضب يقول : ماذا هناك الم أطلب منكم ان تلتزموا الصمت وتخرسوا

ساد سكون في أجراء الغرفة ونحن لا نجرؤو على سؤاله عن سبب الصراخ الذي كان في البيت منذ قليل واين إختفت تلك النيران التي كانت مشتعلة

وضع مائدة طعام أمامنا وثم هم بالخروج فخطر في ذهني أن أساله قائلا :لو سمحت .هل لي بسؤال ؟

إستدار نحونا وقال في كبرياء ينم عن إحتقار ماذا هناك ؟

في اي سنة نحن ؟

فصرخ في غضب وقال ماهذا سؤال تافه؟

الا ترى يومية معلقة أمامك نحن في سنة 3890 ميلاي

سر القرية الجزء الأخير

…… لم نستطيع ان ننام ونحن محتحزين داخل هذه القرية المسكونة كل شيء هنا يدل على أن الامر غير طبيعي حتى الزمن والمكان غير طبيعي ونحن نعيش الان بين مخلوقات غير طبيعية ايضا وقد واقعنا في أسرهم

لم نستطيع ان ناكل من طعامهم رغم إحساسنا بالجوع ولم نستطيع النوم رغم التعب وخشية ان يحصل معنا شيء امر ما بين الحين وأخر نسمع ضحكات شريرة كأنها مقطع مخيف من احد أفلام الرعب

واحيانا نسمع صوت الالعاب نارية تطلق وتنفجر في السماء كأنه مهرجان كبير في الخارج سرعان ما ينقلب الى بكاء وعزاء ولكن الامر أصبح عادي بالنسبة لنا فقد تعودنا على هذه الاشياء منهم

اخرج صدام هاتفه وقال خطرت في ذهني فكرة يمكن ان تخلصني من هذه المحنة

فقلت له غير مبالي بما قد يقوله ارجوا منك ان تحتفظ بأفكارك العبقرية بعيدا من هنا فكل منا نحن فيه وما يحصل الان هو بسببك ترى ماذا يمكن ان يفعل أهلنا حيال إختفاءنا عنهم هذه مدة وما الذي جاء بي معك الى هنا ؟

لكن إصرار صدام على تنفيذ خطته كان اكتر إرادة فقال

إسمع نحن نعلم ان أسرى في قبطة هؤلاء الجان وانت تعلم ان الجان تكره سماع القرآن

فهمت ماذا كان يقصد صدام وما الذي يفكر فيه فقلت

تريد ان تقرا القرآن هنا انت تعلم لو سمعوا صوت القرآن سيهجاموك على الفور وربما قد يتلبسو بنا ويدخل بعضهم فينا فمن أن ناتي بشيخ الى هنا يرقى لنا اذا تلبسوا بنا لصرفهم ؟

فقال صدام نافيا كلامي لست انا من سيقرأ عندي تسجيل قرآن في هاتفي لبعض شيوخ اذا سمعوه لن تستطيعوا الاقتراب منا صدقني هذا الحل الوحيد ولن نخسر شيء هذه المرة

راح صدام يقلب في هاتفه بحثا عن برنامج قراءة القراءن ووضعه على سورة الجن مباشرة بصوت احد الشيوخ ورفع الصوت الى أعلى فنطلق القران الكريم يعم المكان وكان يصل صداه الى خارج

في هذه الاثناء سمعنا أهازيج كانها أصوات الامواج تريد ان تخترق الغرفة ودوي كالدوي الرعد وبدا كل من في القرية يصرخ علينا توقفوا.. توقفوا..ثم بدا أصوات بكاء الاطفال في كل مكان وبدات الابواب والزجاج والاشجار تتساقط هنا وهناك

وسقطت أمامي لوحة مكتوبة عليها اهل بكم في قرية ناريهان فجأءة احسست بصدمة كهربائية قوية تصقعنا دفعت بنا الى جدار الغرفة فصدمنا بها وسقطنا جميعا مغشيا عليا

في الصباح التالي وجدت نفسي انا وصدام ملقى بنا في العراء على قارعة الطريق ورأسي يكاد نفجر من صداع وامامنا سيارة صدام إستيقظنا ونحن لا نعرف كيف جئنا الى هنا والقرية كانت قد إختفت تماما عن الانظار

فرح صدام بنجاح فكرة وقفزنا سريعا الى سيارة ونحن لا نصدق اننا خرجنا من تلك القرية المسكونة ونطلق بسرعة يجري نحو المدينة عائدين الى منازلنا ونحن نشكر الله على سلامتنا

حين وصلت الى منزل ظلت حكاية تلك القرية تشغل نفسي وحاولت انا وصديقي صدام ان نجد تفسيرا لما وقعنا في قرية التي تدعى ناريهان حسب ما كنت أتذكر من إسم تلك اللوحة

أخبرني صديقي صدام انه يعرف أستاذ تاريخ متمكن في دراسة تاريخ المنطقة ويعرف هذه الامور جيدا ذهبنا اليه في منزلهم وإستقبلنا هناك وسألناه اذا كانت هناك في ماضي قرية تقع غرب المدينة على بعد 130

فقال لنا :نعم ..هناك قرية كان إسمها ناريهان وتعني العجائز كانت موجودة في عهد الاستعمار ولكنها إختفت في فترة الخمسينات بسبب وباء الطعون الذي إكتسح القرية وحصد أرواح جميع من فيها

وقام الاستعمار بهدم وحرق القرية حتى لا ينتقل الوباء الى هنا ثم نهض من مكانه وذهب الى خزانة واخرج ارشيف صور قديمة كانت في الخزانة امام مكتبه وقال هذه بعض الصور التي ألتقطت لاهل القرية قيل أن يكتسحهم الطاعون تعالوا لتلقوا نظرة عليها

اخذنا الصور ورحنا نقلب فيها حتى توقفنا عند صورة الرجل الضخم ذوي اللحية الداكنة الذي كان يحمل طفل صغير في يديه لقد كان هو نفس الرجل الذي إحتجزنا في منزله تلك الليلة والطفل الذي في حضنه هو نفس الطفل الذي وجدته يبكي وحملته

اصبنا الرعب ولم نعد قادرين على بوح بالكلام وخرجنا مسرعين من منزل ذلك الرجل والف علامة إستفهام تدور في ذهننا فقظ كانت صورة ذلك الرجل حقيقة والطفل ايضا

فربما من شاهدناهم في القرية بالامس هو بقايا من اروحهم التي لا تزال تسكن القرية رغم انها تهدمت وإندثرت من الخمسينات وهذا مايفسر عدم معرفة اهل البدو لتلك القرية

لقد كانت مشاهد لا تنسى ظلت ليالي كثيرة تأتي لي في منام وحتى صورة ذلك الرجل لا تزال تحضر في مخيلتي كلما شردت لا أنكر ان صوته المرعب لا يزال يرن في أذني كلما أحسست بالصمت والوحدة

ومرت عشرين يوم على الحادثة وذات يوم بعدما تناولت العشاء وذهبت الى خلود النوم جاني إتصال هاتفي غريب يحمل رقم 3890 اصابني الرعب لما تذكرت هذا التاريخ وعرفت ان الرقم يشير إليه

ثم فتحت الاتصال وقلت الو من معي فنطق صوت طفل صغير يقول عمو انت معزوم عندنا غدا لحفل الزفاف في قرية ناريهان ولاتنسى ان تحضر معك صديقك ايضا الى هنا ……..

النهاية